Announcement
الورقة المرجعية
مع حلول النصف الثاني من القرن العشرين، غدا العالم مسرحًا لتحولات اجتماعية وتاريخية عميقة سرّعتها التطورات الحادثة على المستويين التكنولوجي والايكولوجي، وهي تحولات تؤشر غالبًا على الانتقال من الحداثة الأولى ذات الطابع الصناعي إلى الحداثة الثانية المتسمة عادة بالـ "مخاطر الكونية"[1]. وتساوقًا مع هذه التحولات شهد مفهوم المخاطر تطورات لافتة، ليتحول إلى مقاربة متكاملة تُعتمد في تحليل التغيرات العميقة للمجتمع الصناعي الذي أصبحت فيه العواقب غير المتوقعة للأفعال البشرية أكثر تواترًا وكثافة وتأثيرًا في تهديد الوجود البشري برمته
وعلى هذا النحو مثّلت هذه المقاربة،ذات الطابع السوسيولوجي، مدخلًا لنقد "العقلانية الأداتية" التي تستند إليها المجتمعات (ما بعد) الصناعية المعاصرة في معالجة المخاطر والتنبؤ بها والتنظير لعقلانية بديلة تفتح آفاقا للنظر وتزيل الفواصل بين الاختصاصات لتشمل اللّايقين (l’incertitude) والمركب والمعقد، وتدمج متغيرات أخرى مختلفة ومتنوعة (سياسية واجتماعية وبيئية)[2]. كما شمل توسيعا لنظر،مجتمعات الجنوب الكوني،إذ اتضح أنها ليست بمنأى عن هذه المخاطر خصوصًا في ظل عولمتها (mondialisation des risques) وتبادلها التأثير والتأثر على نطاق كوني، علاوة على إنتاجها مخاطرها الخاصة وذات الخصوصية؛ على غرار النزاعات الإثنية والحروب الأهلية، والفساد، والاستغلال المفرط والفوضوي للموارد الطبيعية، والتغيرات المناخية، واستشراء الجريمة المنظمة، وهشاشة البنيات السياسية المحلية والوطنية،إلخ
تقف مختلف الدراسات العلمية التي تناولت مسألة المخاطر، على مختلف اختصاصاتها وحقولها،على وجود أزمة هيكلية مركبة رافقت "الحداثة الثانية"، وجعلت كلًّا من مؤسّسات الدولة الوطنية والسوق الرأسمالية المعولمة وهياكل المجتمع الدولي وحتى الجماعات العلمية المنظمة وطنيًا وقاريًا ودوليًا،بكل ما طورته وتطوّره من رؤى واستراتيجيات وبرامج وتقنيات تدخّلية، عاجزة عن التحكم فيما أصبح يعرف بـ "المخاطر الجديدة"
وعملًا على بناء فهم عميق وموضوعي لمخاطر العالم المعاصر، وضمن مقاربة عابرة للتخصصات ينظّم المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات. تونس ندوة علميًة دوليًة بعنوان "مخاطر المجتمعات المعاصرة: الفاعلون، التجارب واستراتيجيات المجابهة"، يقترح فيه جملة من المحاور أهمها
المخاطر:كونية المفهوم وخصوصية السياقات المحلية
ذاع مفهوم المخاطر بشكل خاص في الجدل العمومي (أوساط علمية،إعلام متخصص وجماهيري، مجتمع مدني، إلخ…)، إذ اكتسب مايدل عليه مشروعيَّةً اجتماعيّة حوّلته إلى هاجس يشغل هياكل المجتمع الدولي والدول والحكومات، وصارت معالجته جزءً من مهامها واستراتيجياتها وبرامج تدخلاتها
وعلى هذا النحو، استوجبت المخاطر إعادة التفكير فيها،بوصفها موضوع بحث،لضبط مفهومها وتعيين حدودها وتطوير آفاق معالجتها، وتحديد موقع العلوم الطبيعية والإنسانية والاجتماعية منها. وبات من الضروري الإشارة إلى ارتباط مفهوم "مجتمع المخاطر" بجملة من المفاهيم الفرعية الأخرى وأبرزها: "إدراك المخاطر"و"حوكمة المخاطر" و"ديمقراطية(توزّع) المخاطر"، و"القدرة على التكيف مع المخاطر"، و"الهشاشة تجاه المخاطر"، و"المواجهة"و"المسؤولية المجتمعية تجاه المخاطر" و"التضامن في مواجهة المخاطر". وعادة ما توضع هذه المفاهيم ضمن كوكبة أوسع من المفاهيم المركزية المتعاضدة على غرار "الحداثة المؤسسية"،و"الكوزموبولوتانية" و"الكونية" و"التفكير الانعكاسي"(la pensée réflexive). تتشابك هذه المفاهيم لتشكّل رؤى الجماعة العلمية، للمسائل المعقدة التي تواجه مجتمعاتنا المعاصرة،انطلاقًا من أن المخاطر التي يتعرض لها الأفراد،كما تتعرض لها المجموعات والفئات الاجتماعية،لا تنشأ بمعزل عن التاريخ والجغرافيا والهوية والبيئة الاجتماعية والسياسية التي تحيط بها
في المقابل تشير النقاشات السائدة، والمراجعات العميقة لأدبيات الحداثة، إلى الاستخدام المتنامي لمفهوم "الكوارث الكبرى"، للإشارة خاصة إلى ما يكون منها ذا طابع بيئي وتكنولوجي وذا بعد كوني أو عابرًا للدول والمناطق، أمثلة تحليلية لما يقدّم على أنّه من سمات المجتمعات المعاصرة. ولقد أدّى هذا الاستخدام إلى التركيز المفرط على هذه الأحداث على حساب أبعادها الأساسية الأخرى (الاقتصادية والديمغرافية والسياسية والاجتماعية والنفسية). كما تكتسي معالجاتهذه الأمثلة على الأغلب طابعًا ماكروسيوسيولوجيًا، إذْ تضعف من قدرتنا على مقاربة المخاطر في مستوياتها المحلية وفي سياق أثرها في أسلوب العيش اليومي للأفراد وأنماط عيش الجماعات. وبالتالي نجد أنفسنا،ورغم توسع دائرة النقاش وتعدد الاختصاصات المتدخلة، مكبلين ضمن زاوية نظر معينة تخفي جبلا لمخاطر الأخرى التي تهدد مجتمعاتنا، وخصوصًا منها غير المصنفة تحت سقف تلك التي تعيشها المجتمعات (ما بعد) الصناعية
تضعنا هذه الاحترازات النظرية والمفهومية والمنهجية أمام جملة من التحديات الرئيسية في علاقة بقدرة المنظومة المفاهيمية المتمحورة حول مفهوم "المخاطر"على تطوير منوال تحليلي قادر على تحديد المخاطر وفهمها وتفسيرها وتطوير سياسات الوقاية منها وآليات مجابهتها،ضمن سياقات معقدة ومتنوعة. فأي معنى لمفهوم "المخاطر" بعد حوالي الخمسة عقود من ابتداعه والأربع عشريات من بداية استخدامه في التحاليل السوسيولوجية؟ألهذا المفهوم القدرة على تحليل التشكلاتالجديدةللصلاتالاجتماعيةوالتحولاتالراهنةعلىمستوىالمعيشاليومي؟ وأي معنى له ولجملة المفاهيم الفرعية ذات الصلة،وخصوصًا ضمن مجتمعات غير صناعية؟ أَلِلْمَنظومة النظرية المتمحورة حول مفهوم المخاطر فعالية إجرائية قادرةعلى التكيف مع رهانات دراسة بلدان الجنوب وتحليلها؟ ألهذه المنظومة النظرية القدرة على تحليل سياقات محلية معقّدة ثقافيًا واثنياً؟ هل يمكن استثمار مفهوم المخاطر وجملة المفاهيم الفرعية ذات الصلة في تطوير توجهات نظرية ما بعد الإستعمارية والديكولونيالية؟
المخاطر: الفاعلون الجدد وجدل التصنيفات
رغم ارتباط مفهوم المخاطر في بداياته بالتحاليل الاقتصادية خلال سبعينيات القرن العشرين، وما عاشته مؤسسات السوق الرأسمالية آنذاك من أزمات حادة أتاحت الفرصة لنمو قطاع التأمين، فقد عرف استعمالًا واسعًا في مجالات علمية مختلفة. لهذا يعتبر العديد من الباحثين اليوم أن "لكل شيء مخاطر" وأنه على المختصين أخذها بعين الاعتبار والاستعداد لإدارتها (The Risk Management of Everything)[3]. كما عززت أوملة (monétarisation) الاقتصاديات العالمية الكبرى الحاجة إلى تطوير نماذج لإدارة الأزمات الاقتصادية خصوصًا وأن ثمانينيات القرن العشرين قد شهدت بروز أنواع جديدة من المخاطر في مجالات الصحة، والأمن، والحقوق، والكرامة[4]، وذلك قبل أن تبرز المخاطر المعلوماتية وكل ما تطرحه تقنيات الذكاء الاصطناعي من قلق اليوم.
سعت العديد من التحاليل وخصوصًا منها ذات الطابع الخِبْرِي (= الإمبيريقي)؛مثل التي تعتمدها تقارير مراكز الخبرة والمنظمات الدولية، إلى تصنيف المخاطر وذلك بهدف تفكيكها ومحاولة تطوير سياسات عمومية موجهة كل في مجال اختصاصها. أدّت هذه المساعي إلى بروز العديد من الفاعلين المحليين (الدول بمختلف أجهزتها وطنيًا ومحليًا،ومنظمات المجتمع المدني، ومكاتب الاستشارة والخبرة) والدوليين (المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة، البنك الدولي، منظمة الصحة العالمية، إلخ...) في مجال معرفة المخاطر ومعالجتها،حرص جميعهم على تطوير تصنيفات للمخاطر تمكن من معالجتها أو الحد من آثارها.
وخلال السنوات الأخيرة،تم تبني تصنيف يعتمد مصطلح"المخاطر الجديدة"، للإشارة على الأخص إلى المخاطر السياسية، إذْ يمكن أن يكون لاستقرار النظام السياسي وكيفيات تشكّله تأثير حاسم في قدرة المجتمعات على البقاء وقدرة النسيج الاقتصادي على التوازن. وتشمل المخاطر السياسية الحرب،الداخلية أو الأهلية خاصة، أو عدم الاستقرار الجيوسياسي واستشراءالفساد أو/وسوء الإدارة، والجريمة المنظمة، وضعف دولة الرفاه و/ أو انهيار منظوماتها الرعائية والخدمية. ومن المخاطر الجديدة أيضًا الجرائم الإلكترونية، وممارسات التحرش والوصم والتعنيف والاعتداء، والإرهاب، وانعدام الأمن، والقلق المتزايد على صحة المواطنين وسلامتهم. وفي نفس السياق،تزايدت المخاطر الاجتماعية والثقافية. إن مختلف هذه التسميات تشير إلى مخاطر متعددة الأوجه وهي تشمل التغيرات الديموغرافية غير المتحكم فيها، وتفاوت توزيع الدخل ومسارات الحراكات الاجتماعية المتناقضة، وتسارع التغيرات في أنماط العيش،وتغيرات المواقف تجاه قيم العمل والترفيه والدين، ونمو النزعة الاستهلاكية وارتفاع تكاليف المعيشة وفشل سياسات إدارة الاختلاف.
غير أن التصنيفات الجديدة للمخاطر لا تفيدضرورة التخلي عن التصنيفات القديمة. إن نشأة فكرة المخاطر في حضن العلوم الاقتصادية أبقت ضمنيًا المخاطر الاقتصادية أحد أبرز مجالات البحث الراهنة لأنها مصدر قلق كبير لدى القائمين على المؤسسات الاقتصادية الخاصة منها والعمومية،غير أنها تمثل،وفي ذات الوقت، تهديدًا لكافة الأفراد والجماعات إذْ تشمل انعكاسات الدورة الاقتصادية (retournement du cycle économique) واهتزازات الأسواق المالية وتقلبات أسعار الصرف. وهي مخاطر لا تقتصر فقط على فترات الركود، بل تهدد الاقتصاديات حتى خلال فترات الازدهار، وبما يعنيه ذلك من آثار عابرة للدول والقارات.
وفي سياق توسع استعمال المفهوم في غير الحقل الاقتصادي، تبرز الإضافات الكبيرة التي عرفها المجال الذي تم تغطيته خلال ثمانينيات القرن العشرين من قبل علماء الاجتماع، على غرار تطويرهم تحاليل ركزت على المخاطر التكنولوجية والتي شملت آثار أنشطة الصناعات النووية، والكيميائية، والطاقية، والفلاحية والزراعية المكثِّفة للمخصّبات الصّناعية والمستخدمة فيها، والُمحَوِّرات الجينية والمدخلات الكيميائية وإدارة النفايات. تشمل هذه المخاطر الآثار البيئية والصحية والديمغرافية لمختلف لهذه الصناعات بما في ذلك تهديد التنوع البيئي والنباتي والحيواني على الأرض وفي البحار والمحيطات وفي السماء،وارتفاع أعداد الكوارث الطبيعة الناجمة عن التغير المناخي الذي تسبب به الاحتباس الحراري[5].
واعتبارًا لكل هذه العناصر،يمكن للسؤال المتعلق بكيفية تحديد المخاطر الجديدة وسياقات بروزها أن يتفرع إلى أسئلة من قبيل: من هم الفاعلون المتدخلون في عملية تصنيف المخاطر وإدارتها محليًا ودوليًا؟ من هم الفاعلون الجدد؟ ما هي تصنيفاتهم؟ وكيف تطورت هذه التصنيفات تاريخيًا؟ وكيف تختلف باختلاف السياقات والمجالات؟ وما هي شروط هذا التصنيف وأدواته؟ وما هي ديناميكيات المفاوضة التي تمكّن من تحديد هذه التصنيفات وتكسبها شرعيتها؟ وماهو موقع الجماعة العلمية الأكاديمية بالأساس ضمن هذه المنظومة؟ وكيف تساهم هذه التصنيفات في تطوير سيرورة إدارة المخاطر؟
المخاطر: مؤشراتها وأدوات قياسها
تفرض عملية إدارة المخاطر التمكن من قياسها وتحديد مدى انتشارها ومستوى تهديدها[6]. فمثلًا، يعتمد البنك الدولي "الهشاشة"مؤشرًا محوريًا فيما يتعلق بقياس مدى التعرض إلى المخاطر[7]. وعلى ذلك يمثل"تقييم المخاطر والهشاشة" أحد أبرز الأدوات التي يستخدمها البنك لفهم أسباب التعرض للفقر، وتحليل الصدمات، وتحديد الثغرات في السياسات الرامية إلى إدارة المخاطر الاجتماعية. وتهدف هذه السياسات إلى تطوير استراتيجيات الإدارة من خلال قياس مدى تعرّض الأُسر للمخاطر والصدمات، والتي يتطلب تقييمها تجميع بيانات دقيقة تكشف أثرها في الأفراد وقدرتهم على التكيف، الأمر الذي قد يشكّل تحديًا في بعض الأحيان في بلدان الجنوب. علاوة على ذلك، وإذ لا تقتصر تحليلات الهشاشة على البعد الاقتصادي، يمكن تطبيقها على جوانب أخرى من المعيش اليومي، مثل الصحة والتعليم والتغذية والأمن والحصول على السكن اللائق. ويعتمد البنك الدولي فيتحاليلههذه، جملة من المؤشرات أهمها: "تقلب الدخل"، و"الاعتماد على الزراعة"، و"النفاذ إلى الأصول"، و"النفاذ إلى آليات الحماية الاجتماعية وشبكات الدعم الاجتماعي"، و"النفاذ إلى التعليم"، و"القدرة على اكتساب المهارات"، و"تنويع مصادر الدخل"[8].
وتستخدم هذه المؤشرات لتقييم مدى تعرض الأفراد لمختلف الصدمات. فهي تساعد على تحديد أكثر فئات الساكنة هشاشة. لكنها لا تبدو اليوم كافية في ضل توسع خارطة المخاطر التي تواجهها المجتمعات، ولذلك تشير عديد الدراسات إلى ضرورة إضافة مؤشرات أخرى تتعلق أساسًا بمستويات التعرض إلى العنف بأنواعه سواء كان أُسريًا أو ناجمًا عن صراعات سياسية أو اثنية أو جريمة منظمة، دون إغفال المؤشرات في علاقة بالمخاطر الإعلامية ومخاطر الذكاء الاصطناعي والأمن السيبرني وحماية المعطيات الشخصية.
فما هي أبرز مؤشرات الهشاشة؟ وما هي طبيعتها (كمية، كيفية)؟ وما هي مصادرها؟ وكيف يمكن قياسها؟ وما هي الأدوات المخولة لذلك؟ وكيف يمكن لهذه المؤشرات أن تساهم في إدارة المخاطر ومجابهة تأثيراتها؟ ومن هم الفاعلون الذين يقومون بصياغة هذه المؤشرات وقياسها؟ وما هي طبيعة الصلات التي تربطهم ومستوى التنسيق بينهم؟ وما هو دور الفرد، المعرّض إلى المخاطر ضمن هذه المنظومة؟
المخاطر: العقلانية المؤسساتية في مواجهة التمثلات الاجتماعية
يشير برونو لاتور (Bruno Latour) في مقدمة النسخة الفرنسة من كتاب مجتمع المخاطر[9] إلى أن نظرية المخاطر نشأت في سياق نقد المجتمعات الصناعية وما بعد الصناعية في العالم الغربي الحديث. وقد يكون من المجدي تجديد زوايا النظر، فبدلا من النظر إلى عصرنا على أنه استثنائي من حيث المخاطر، فإنه من المناسب أن نسأل ما إذا كان الغرب قد أصبح أكثر حساسية للمخاطر بسبب عوامل داخلية، لا بسبب تحولات كونية. فقد ساهمت شيخوخة السكان مثلًا و"أمولة" الاقتصاد والمنافسة الإعلامية والتكنولوجية، في جعل القلق أداة اقتصادية وسياسية فعّالة، يتم إعادة إنتاجها وتوزيعها من أجل خلق الثروة. وبالتالي يمكن أن نتحدث هنا على صناعة المخاطر وهي عملية تعتمد بشكل كبير على العوامل الاجتماعية والثقافية، وكذلك على وعي الأفراد بالتهديدات التي تحيط بهم وتمَثُّلهم لها.
فحتى وإن كانت المخاطر وآليات إدارتها مصمّمة باسم عقلانية متعالية ذات طابع مؤسساتي، فهي تظل نتاجًا للنشاط البشري الذي يجري صلب المجتمع، وهو ما يجعلها تتجاوز البعد التقني البحت وتكتسي صفة الإنسانية،في المعنى الاجتماعي التاريخي للكلمة. وبالفعل،تتدخل المصالح الخاصة والعادات والمعتقدات والتقاليد التي ينشأ عليها الأفراد وحتى موارد الخيال والأسطورة التي تكون في متناولهم وصولًا إلى الخصومات والديناميكيات المحلية في إدراكهم، وإدراك الجماعات لمختلف أنواع المخاطر، وتعريفها وتحديد مصادرها، وكيفيات معالجتها. يمكن اعتبار المخاطر، في جزء منها على الأقل، تمثلًا فرديًا وجماعيًا يساعد على توقع مستقبل محتمل. ولذلك هي موجودة أساسًا في قلب الصلات التي تقوم بين الأفراد أو الجماعات وفقًا لتمثّلاتهم الاجتماعية لواقعهم. وفي ذات هذا السياق، تخضع الجهات الفاعلة المؤسسية، سواء أكانت متخصصة أم غير مختصة، لنفس المنهج في تعريف المخاطر وتوقعها وتفسير كيفيات تعاملها معها وإن كانت تستخدم أدوات مفاهيمية، أو نظرية، أو علمية، أو خبرية عملياتية، بسيطة كانت أم معقدة.
يدعو فهم المخاطر على هذا النحو إلى تحليل تصورات المتصرفين فيها، وتصورات أولئك المعرّضين لها مباشرة وممارساتهم تجاهها معًا في وقت واحد.لأنهم غالبًا ما يتقاسمون مجالها وتاريخها وسياقاتها الاجتماعية والسياسية والثقافية، مما يقلّص حدود التمايز بين الموضوعي والذاتي في التعامل معها، كما يضعف قدرة العقلانية المؤسساتية على التشخيص والتوقع وإيجاد الحلول أو تخفيف الأثر على الأقل[10]. ويصحّ هذا خصوصًا وأن التمثلات،وعلى الأخص إذا ما تضاربت، يمكن أن تتحول،كما شهدناه مثلًا خلال جائحة كوفيد-19 الأخيرة، إلى عائق أمام إنجاح التدخلات العاجلة للحد من تأثيرات المخاطر.
فكيف يتمثل الأفراد وتتمثل المجموعات المخاطر؟ وكيف تختلف هذه التمثلات؟أَبِاخْتِلاف الانتماءات الطبقية؟أم الثقافية؟أم الجغرافية-المناطقية؟ أم الجندرية؟ أم بجميعها في تداخلها وتراكبها؟ وهل يحمِل المتصرفون في المخاطر والمتضررون منها نفس التمثل إزاءها؟ ما هي نقاط الالتقاء ونقاط الاختلاف بينهم؟ وهل يمكن لهذه التمثلات أن تشهد تحولات؟وكيف؟ومتى؟وحسب أي منطق؟ ما هي الأدوات المنهجية التي تمكّن من استخراج هذه التمثلات وفهمها وتعيين كيفيات اشتغالها؟ كيف يمكن توظيف دراسة تمثلات المخاطر في تطوير أدوات إدارتها والتصرف فيها ومعالجتها؟ وهل يمكن لهذه التمثلات أن تكون عائقًا أمام نجاعة تدخلات الدولة والمنظمات المختصة؟
المخاطر: التجاربالفردية/الجماعية واستراتيجيات المواجهة
تُشكّل المخاطر والتهديدات الناجمة عنها مناخًا مواتيًا ممكنًا لنمو مشاعر الهشاشة النفسية والشعور المستمر بالخطر وفقدان التوازن النفسي والاجتماعي. وفي مثل هذه السياقات، يمتد شعور الأفراد كما تشعر المجموعات بأنهم سيكونون بين الفينة والأخرى الضحية المقبلة لهذه المخاطر المحدقة بهم، وهم على "يقين"أن هذه التهديدات يمكن أن تحل بهم في أي وقت ودون إنذار واضح[11]. وبالفعل تفيد مختلف إحصائيات المنظمة العالمية للصحة أن مشاعر القلق والخوف والرعب تنتشر بشكل لافت بين الفئات الاجتماعية، وأنها مشاعر تخضع إلى مبدأ التفاوت زمانًا ومكانًا وحسب المجموعات.
وتعبّر حالات نفسية عديدة عن هذا العصاب الجماعي الذي يصعب تحديده، ولكنه متوقع، والذي ليست له ملامح ولا تمكن مجابهته، ويزحف باستمرار دون أن تكون لنا القدرة على تحديد أثره وتوقيت وقوعه. ولمجابهة هذا التوجس المبهم والتكيف معه يبتكر الأفراد وتبتكر الجماعات والمجموعات استراتيجيات مختلفة. ففي حين يلوذ العديد للتخفيف من وطأة تلك المخاطر بالعيادة و"العناية بالنّفس والجسد"وتقنيات إدارة الخوف والاكتئاب،تظل هذه الخيارات باهظة الكلفة ويتعذّر النفاذ إليها بالنسبة إلى بعض الفئات، وهو ما يجعل أفرادها يميلون إلى "الانقطاع"عن العالم (décrochage) والانطواء على الذات قدر الممكن،فرديًا على أمل التمكّن من حصانة ما من تلك المخاطر. يمكن لذلك الانقطاع أن يكون فرديًا بحثًا عن خلاص منعزل،كما يمكن أن يكون جماعيًا كما تبرزه ظواهر من قبيل الانتحارات الجماعية لأعضاء طوائف دينية تعتقد في قرب "فناءالعالم"،أوالـ "هيكيكوموري"[12] في اليابان،أين يفضل عدد كبير من الأفراد (يتجاوز المليون شخص)[13] العيش في عزلة تامة عن العالم الخارجي وهي ظاهرة آخذة في الانتشار اليوم في كثير من البلدان وحتى بين الشباب مع الانتشار الكبير لوسائل التواصل والألعاب الإلكترونية.
وكما أشرنا سابقًا لا يواجه الأفراد كما لا تواجه المجموعات هذه المخاطر بشكل متساوٍ إذْ تشهد المجتمعات حالات من اللاتكافئ توزّعهم على فئاتمتباينة على أساس ما يتوفر لهم من موارد نفسية واجتماعية "غير متساوية"لعيش تلك التجارب العميقة التي تظل حاضرة إلى أمد في ذاكراتهم ووجدانهم[14]. ولا تعيش جميع الفئات والشعوب تجربة الخطر والخوف منهبنفس الطريقة، ذلك أن الرواسب الثقافية والنفسية المتخلّدة في الوعي الجمعي تؤثر، كما ذكرنا، في تمثلهم للمخاطر. وفضلا عن ذلك تتيح تلك التجارب عيشًا متشاركاً للمخاطر لتتشكل حولهاسرديات لا تخلو من تدرّب مُضْنٍ على نحت هويات فردية وجماعية على محك مِحَنها[15].
فكيف يعيش الأفراد تجاربهم مع المخاطر؟ وما هي العوامل التي تؤثر في هذه التجارب؟ وما هي آثار تجربة المخاطر في صحة الفرد النفسية والعقلية؟وماهي انعكاساتها السلوكية؟ وما هي الاستراتيجيات التي يتبعها الأفراد في مواجهة هذه المخاطر؟ وما هي طبيعة الصلات التي تربطهم بمختلف المؤسسات المسؤولة على إدارة هذه المخاطر ومجابهة تأثيراتها؟ وكيف تعيش المجموعات الاجتماعية تجاربها مع المخاطر؟ وما هي العوامل التي تؤثر في هذه التجارب؟ وما هي آثار التجربة مع المخاطر في صحة هذه المجموعات نفسيًا؟ وماهي انعكاساتها السلوكية؟ وما هي الاستراتيجيات التي تتبعها المجموعاتوالجماعات في مواجهة هذه المخاطر؟ وما هي طبيعة الصلات التي تربطها بمختلف المؤسسات المسؤولة على إدارة هذه المخاطر ومجابهة تأثيراتها؟ وما هي انعكاسات سياسات إدارة المخاطر على حياة الفرد ضمن المجموعة/المجموعات التي ينتمي إليها؟ وما هي الفوارق بين تجارب التعرض للمخاطر الفردية والجماعية؟
المخاطر: المجالات الجغرافية والحدود الافتراضية
للمخاطر مجالات محددة عادة ما تكون حدودها واضحة حتى وإن كانت ذات طابع افتراضي. تشتغل الجماعات البشرية والسياسات العمومية على إنتاج هذه المجالات واستثمارها بشريًا واجتماعيًا وسياسيًا خصوصًا[16] وأن الفشل كما الإخفاق في مجابهتها عامليْن مُحَدِّدين في تجديد الشرعيات الاجتماعية،السياسية منها وغير السياسية،ورهانًا حاسمًا لتشكيل الرأي العام. وفي هذا الإطار تُراكم المجموعات الاجتماعية المختلفة إرثًا من الممارسات والتمثلات التي تحرص على التحكم في المخاطر وتقليص خسائرها قدر الإمكان. ولذلك، عادة ما تحرص على توفير الأدوات والاستراتيجيات اللازمة للتحكم في المخاطر؛ "تقطيع إداري"، (découpage administratif)، "أنظمة معلوماتية"، "أنظمة إنذار"، "أنظمة تواصل"،"هياكل مختصة مؤقتة أو دائمة"،"مجموعات تدخل متخصصة" إلخ...، وقد تُنتج هذه الاستراتيجيات مجالات جغرافية وفضاءات جديدة على ضوء حدوثها وطرق التصرف فيها؛ أمثلة "تهيئة جديدة"، "تشريعات جديدة"، "طرق عيش وتقنيات موارد مغايرة لما كان"، إلخ...
على هذا النحو فإن المخاطر لا تتمظهر في فضاءات "خالية"بل في مجالات آهلة حتى وإن غابت عنها الساكنة. إنهاغالبًا ما تدعو الدولة والجماعات ومختلف الفاعلين (سلطات مركزية، ومحلية، وخبراء، وإدارة، وشركات، ومجتمعا مدنيا،إلخ...) إلى التدخل من أجل تحقيق"نجاعة السيطرة"عليها والتحكم فيها وتحوير هندسة الفضاء وإعادة تشكيل الصلات الاجتماعية صلبه ليحتوي المخاطر ويمنع تسربها إلى فضاءات مجاورة. وكما أشرنا في عنصر سابق، لا يخلو كل ذلك من تمثلات وإدراكات وممارسات مختلفة قد تصل حدّ التباين لأنها تُعبّر في الكثير من الأحيان عن مصالح ورؤى لا تحدّدها مجرّد المواقع المختلفة،بل التصورات المتناقضة أيضًا. وهذه التصورات محكومة أيضًا بمميزات المجال الجغرافي الذي تنشأ فيه وليس فقط بالسياقات الثقافية والاجتماعية والسياسية. وحالما نسعى إلى التوقي منها أو نبادر إلى محاولة التحكم فيها، تخلق المخاطر حالات بائنة من عدم المساواة وهي ليست حالات فئوية فقط، بل حالات مجالية أيضًا. فما تتيحه الدولة/ الجماعات المحلية للأفراد، عادةً ما يُبرز شرْخًا واضحًا يشقُّ الجماعات البشرية إلى "مناطق"و"جهات"و"مخيمات"أو"معازل" تختلف إمكانياتها في مواجهة المخاطر.
فكيف تتم هندسة مجالية المخاطر؟وكيف يتم توزيعها بين مختلف المجالات الجغرافية؟ما هي الفضاءات الأكثر عرضة للمخاطر؟ولماذا تنفتح مجالات معينة أكثر من غيرها على المخاطر؟ما هي الآليات التي تُمكّن من السيطرة المجالية على المخاطر؟ومنهم الفاعلون المتدخلون في كل مجال مخاطر محدد؟وكيف يتعامل مديرو المخاطر مع المخاطر المعلوماتية؟ وكيف يرسمون حدودها المجالية في عالم افتراضي؟
المخاطر: التوظيفاتوقابليةالاستثمار
ترسّخت فكرة المخاطر في إدراك الأفراد والجماعات والدول حتى غدت "هَوَسًا"لا يخلو أحيانًا من مبالغة وتوظيفات ملتبسة. فتحت هذه الهواجس المتعاظمة المجال لجعل المخاطر "علما"يُدرّس بالجامعات من أجل حسن إدارتها والوقاية منها وتفاديها بأقل الخسائر الممكنة[17]. كما تم تثمينها وجعلها مجالًا للاستثمار فنمت معارف ومهارات وشركات مختصة تعرض خدماتها و"تؤمّن"الأفراد والجماعات، وحتى بلدان بأكملها، من التهديدات المحدقة بها.[18]
تشهد الابتكارات وبراءات الاختراع في هذا المجال على أن صناعات بأكملها وتكنولوجيات فائقة الجودة تعرف تطورًا هائلًا من أجل تأمين الناس من المخاطر. ولم تعد رواية جورج أرويل (George Orwell)1984 محض خيال علمي، بل غدت بعض تفاصيل أحداثها على الأقل،ومنذ سنوات،حقيقة ساطعة تتدعم في مجرى حياتنا اليومية. ولقد بثّت تكنولوجيا الحراسة والوقاية في جميع نسيج الحياة اليومية وأدق شرايينها [19]،لتتحول في ذاتها إلىخطربماتُمثّله من انتهاك للخصوصية والمعطيات الشخصية للأفراد.
ويتيح الشعور الدائم بتهديد المخاطر وصعوبة توقعها قابلية تسليم "أنفسنا ومصائرنا" للغير من أجل توفير الوقاية والحماية حتى ولو كان ذلك على حساب حريتنا بحثًا عن الأمن والاستقرار والسلامة[20]. ولا يخلو هذا التوظيف الناعم من مقايضة تجعل الناس في مواقع عديدة يفضلون الوقاية من المخاطر والبحث عن مزيد من الحماية على تملك حريتهم. فما هي ملامح "أنماط إنتاج"الحماية من المخاطر؟ ما هو حجم المعاملات الاقتصادية في مجال التأمين من المخاطر على المستوى الدولي؟ وكيف يتم الترويج لكل تلك البضاعة والخدمات؟ أية تقنيات دعاية وإعلام يتم استعمالها في هذا الترويج؟ ما هي أبرز آثار ذلك في مستوى وعي الأفراد والجماعات ومدركاتها؟ وما هي أبرز مؤشرات الهشاشة التي تشتغل عليها صناعة الحماية من المخاطر والتأمين ضدها؟وما هي طبيعتها (كمية، كيفية)؟ وكيف يمكن قياسها؟وما هي الأدوات المخولة لذلك القياس؟وكيف يمكن لهذه المؤشرات أن تساهم في إدارة المخاطر ومجابهة تأثيراتها؟ومنهم الفاعلون الذين يقومون بصياغة هذه المؤشرات وقياسها؟وما هي طبيعة الصلات التي تربط بينهم ومستوى التنسيق بينهم؟وما هو دور الفرد،المعرّض إلى المخاطر ضمن هذه المنظومات؟ وهل من هيئات رقابية، وطنية أو دولية على عملها؟
المخاطر: سياساتالتصرفوآلياتالوقاية
في مواجهة المخاطر المعممة التي تنوعت مصادرها وتوسعت فضاءاتها حتى شملت كل الأنشطة الإنسانية في المجتمعات المعاصرة بما فيها فضاءات الأنشطة الرياضية والترفيهية (عنف الملاعب، الألعاب الإلكترونية القاتلة، إلخ...)، بنت المجتمعات أنساقًا محْكمة الترابط على حد قول نيكلاس لوهمان (Niklas Luhmann)[21]من "صناعة التحكم في المخاطر والوقاية منها"ضمن مقاربات تُشدد على حوكمة المخاطر[22]، وهي عادةً أنساقٌ تجمع بين راسمي السياسات الحكومية (الدولة، الجماعات المحلية ) ومتصرفي المخاطر ومنتجيها فضلًا عن الخبراء والمؤسسات الخاصة التي راكمت معارف ومهارات في شكل خدمات تحرص على درء المخاطر واستباقها.
ولا شك أن مناخ الخوف المتزايد من المخاطر مثّل مناخًا مناسبًا للاستثمار فيها ضمن قطاعات اقتصادية ضخمة تُولِي عناية خاصة للموارد المالية والبشرية والتقنية الخاصة بالمخاطر (تكنولوجيا الرقابة والحراسة، برمجيات توقع المخاطر واستباقها، أنظمة الإنذار المبكر، شركات التأمين، شركات أمنية وقوى عاملة متعدّدة التخصصات، أنظمة معلوماتية وبرمجيات، إلخ...). ولقد اقتضى تعقد المخاطر وتداخل مكوناتها تكاتف جهود جملة من المؤسسات والهياكل والفاعلين العموميين والخواص حتى تُحكم تعاونها وتنسّق تدخلاتها من أجل رسم استراتيجيات وبناء مخططات عمل تحدُّ من تهديداتها[23]. إن حوكمة المخاطر غدت أكثر من أي وقت مضى ضرورة،وهي لا تنشُد النجاعة الكاملة في التصدي لها، بل تسعى فقط إلى تجنب أشكال الانحراف المتعددة التي طالت مخططات مواجهتها.
لقد بينت دراسات عديدة أن إدارة الكوارث لا تخلو من أشكال فساد عديدة تحوّل المخاطر إلى مجال للتربّح والإثراء غيرالمشروع،فضلًا عن استشراءأشكال متعددة من الابتزاز والتحيل.وإذا كانت هذه الترسانة الهائلة التي راكمتها المجتمعات، وإن بأشكال مختلفة من علوم مجابهة المخاطر وتقنياتها (La cindynique)، قد حازت تقدمًا واضحًا في المجال التقني، فإن الإخفاق لا يزال يلاحقها فيما خلّفته من آثار جانبية بليغة تتعلق بتنامي الشعور الدائم بالخوف وغياب الأمان فضلًا عن انتهاكات عديدة طالت حقوق الإنسان. لقد أباحت مشروعية مطاردة "المخاطر الجديدة" لبعض الدول أحقية مراقبة الأفراد والتنصّت عليهم والحدّ من حرياتهم الأساسية ما جعلهم في وضع مقايضة بين خياري الأمن أو مجابهة الخطر فُرادى ودون موارد،فضلًا عن مظاهر اللّاعدالة في مدّ مظلات التأمين ما بين الفئات والجهات.
فما الأسس التي تُبنى عليها أنساق التصرف في المخاطر؟ وما هي الأدوات التي يتم اعتمادها في مثل هذه المهمات؟ وما هي مؤشرات الحوكمة في مجال التصرف في المخاطر؟وما العوائق التي تحدّ من نجاعة التدخل بين مختلف الفاعلين؟ كيف يمكن للمجتمعات أن تُحَوْكم التدخل في المخاطر وإحكام التصرف فيها حتى لا تغدو فرصة سانحة للفساد؟ وما هي الظواهر المنحرفة التي تخلقها سياسات مجابهة المخاطر؟ وكيف تتم معالجتها؟ وكيف يتم تحقيق العدالة والإنصاف في مد مظلات التأمين ضد المخاطر؟ وما هي مقاييس العدالة والإنصاف في هذا المجال؟
انطلاقًا من مختلف التساؤلات التي طرحتها هذه الورقة المرجعية، تحرص ندوتنا على أن تكون فرصة يتم خلالها الغوص في عالم "مخاطر المجتمعات المعاصرة " وتحليلها وتفسير عواملها وآثارها العديدة والمركبة، وذلك من زوايا نظر متعددة تعكس تنوعًا في الاختصاصات وتكاملًابينها، في تجاوز لجملة الأفكار التي قدمها الاقتصاديون الأوائل، روّاد النظرية، والذين ركّزوا على دراسة المخاطر الاقتصادية والمالية التي تواجه مؤسسات السوق الرأسمالية بالأساس. كما تطمح هذه الندوة أيضًا إلى ربط الجُسور بين المقاربة السوسيولوجية التي أطلقهاكل من أنثوني جيدنز وأولريش بيك خلال ثمانينيات وتسعينيات القرن العشرين ومقاربات أخرى، أكثر راهنيّة، تتخذ مداخل إبستيمية جديدة، كالمدخل النفسي الذي يركّز على دراسة الانفعالات والمشاعر والأحاسيس على غرار الخوف والرهاب والرعب والهلع وانهيار الثقة أمام تنامي حالات اللّاأمان، دون إغفال تعاظم اللايقين أمام تمدد اللامتوقع والفوضى،إضافة إلى المدخل الجغرافي البيئي في علاقة بآثار التحولات المناخية،ومدخلا لسياسات العمومية وإدارة الأزمات.
بهذا، وبما نأمل أن يثري به المشاركون الندوة، هي تسعى إلى التعرّف على التطورات الأخيرة التي عرفتها نظرية المخاطر في العالم من زوايا بحث متنوعة كالعلوم السياسية،والاجتماعية، والإنسانية، والجغرافية، والاقتصاد والمالية، والطبية والصحية، والبيئية والإيكولوجية والفلاحية والمناخية، وغيرها من الاختصاصات الأخرى مثلالعلوم الإعلامية والاتصالية، والمهتمةبالتواصل والذكاء الاصطناعي، مع إيلاء عناية خاصة بتقديم التجارب ومقارنتها سواء كانت من بلدان الجنوب أو الشمال،أوفي ما بينها.
تواريخ مهمة
تاريخ انعقاد الندوة العلمية: 15 و16 ترشين الثاين/ نوفمرب 2024
املوعد النهايئ لتقديم امللخصات: 30 كانون الثاين/ يناير 2024
موعد اإلعالم بنتائج التقييم: 30 شباط/ فرباير 2024
آخر موعد لقبول الورقة العلمية الكاملة 30 Paper: Full حزيران/ يونيو 2024
اإلعالم النهايئ بقبول املشاركات: 15 آب/ أغسطس 2024
رشوط املشاركة
ملء استامرة التسجيل: ميكن ملء االستامرة املوجودة عىل املوقع اإللكرتوين: https://rb.gy/fn0jlf، مع
اختيار إحدى النقاط املقرتحة.
تقديم امللخصات: يذكر املشارك املحور الذي يشارك فيه. وعدد كلامت امللخص يف حدود 700 كلمة، مبا يف ذلك عنوان املداخلة، واإلشكالية املطروحة، ومنهجية البحث واألفكار الرئيسة، فض ًال عن خمس كلامت مفتاحية عىل األقل، وقامئة مراجع وجيزة. مع االحرتام التام للرشوط العلمية يف كتابة الورقة وكتابة
الهوامش وقامئة املراجع، يُنظر: http://carep.tn
تقديم الورقة العلمية الكاملة Paper :Full يراوح عدد الكلامت بني 6000 و8000 كلمة.
النص النهايئ وامللخص: بالنسبة إىل اللغة العربية يستعمل خط Majalla Sakkal، الحجم 14، أما بالنسبة إىل
اللغات األخرى، فيستعمل خط Roman New Times، حجم 12 (تباعد األسطر.)1.5
لغات الندوة: العربية، والفرنسية، واإلنكليزية.
أصالة الورقة البحثية: ينبغي أن يكون البحث أصي ًال ومخصصا للندوة ومل يُنرش يف أي وسيلة نرش إلكرتونية
أو ورقية، ومل يقدم إىل أي جهة أخرى للعرض أو النرش.
عنوان املراسلة: ترسل مشاريع املداخالت وجوبًا عىل عنوان الربيد اإللكرتوين التايل:
carep.tn@gmail.com
النرش: تُنرش أعامل هذه الندوة يف وقت الحق، ويتم إعالم املشاركني يف اإلبان.
االستفسارات: عرب الربيد اإللكرتوين: carep.tn@gmail.com
أو عرب الهاتف:
384 147 70 (00216)
أعضاء اللجنة العلمية
مهدي مبروك: أستاذ تعليم عالي في علم الاجتماع بالجامعة التونسية.
منير السعيداني: أستاذ تعليم عالي في علم الاجتماع بالجامعة التونسية.
محمد القرقوري: أستاذ تعليم عالي في الهندسة البيولوجية بجامعة قرطاج.
علي الهمامي: : أستاذ مساعد في علم الاجتماع بالجامعة التونسية.
توفيق بلحارث: أستاذ مبرز في الجغرافيا الحضرية بجامعة منوبة تونس.
رياض بن خليفة: أستاذ محاضر في التاريخ المعاصر بالجامعة التونسية.
حسان الموري: أستاذ محاضر في علم الاجتماع بالجامعة التونسية.
الصادق الحمامي: أستاذ تعليم عالي في علوم الإعلام والاتصال بمعهد الصحافة وعلوم الأخبار، جامعة منوبة، تونس.
[1] Ulrich Beck&Christoph Lau, “Second Modernity as a Research Agenda: Theoretical and Empirical Explorations in the ‘Meta‐Change’ of Modern Society,” The British Journal of Sociology, vol. 56, no. 4 (2005), pp. 525-557.
[2] Ulrich Beck, “From Industrial Society to the Risk Society: Questions of Survival, Social Structure and Ecological Enlightenment,” Theory, Culture & Society, vol. 9, no. 1 (1992), pp. 97-123.
[3] Michael Power, “The Risk Management of Everything,”The Journal of Risk Finance, vol. 5, no. 3 (2004), pp. 58-65.Haut du formulaire
[4] Olivier Hassid, Le management des risques et des crises, 3e éd. (Paris :Dunod, 2011).
[5] Ibid.
[6]HelmutMausser,&Rosen Dan,“Beyond VaR: From measuring Risk to Managing Risk,”In:Authors Group, Proceedings of the IEEE/IAFE 1999 Conference on Computational Intelligence for Financial Engineering (CIFEr). (New York: IEEE, 1999).
[7] Robert Holzmann, &Valerie Kozel, “The Role of Social Risk Management in Development: A World Bank view,”IDS Bulletin, vol. 38, no. 3 (2007), pp. 8-13.Haut du formulaire
[8] Ibid.
[9] Ulrich Beck, La société du risque: sur la voie d'une autre modernité, Laure Bernardi (trans.) (Paris :Flammarion, 2001).
[10] Hélène Joffe, “Risk: From Perception to Social Representation,”British Journal of Social Psychology, vol. 42, no.1 (2003), pp. 55-73.Haut du formulaire
[11] Jean-Pascal Assailly, &Claude Got, La psychologie du risque, TEC & DOC Edition (France: Lavoisier, 2010).
[12] Takahiro A. Kato, et al. “Does the ‘hikikomori’ Syndrome of Social Withdrawal Exist Outside Japan? A preliminary International Investigation,”Social psychiatry and psychiatric epidemiology, vol. 47 (2012), pp. 1061-1075.
[13] لمزيدالإطلاعيُنظر: "تعرف على الــ ʼهيكيكوموريʻ.. العزلة التي يعيشها مليون ياباني"، اليابانبالعربي، 13/6/2019، شوهد في: 8/12/2023، في: https://bit.ly/4825zVj
[14] ThibaultGajdos, &John A. weymark, “Introduction to Inequality and Risk,”Journal of Economic Theory, vol. 147, no. 4 (2012), pp. 1313-1330.Haut du formulaire
[15] SimonThompson, “Trust, Risk and Identity,”In: Sean Watson, Anthony Moran, Trust, Risk and Uncertainty (London : Palgrave Macmillan UK, 2005), pp. 26-46.Haut du formulaire
[16] Guy Di Méo, Géographie sociale et territoires (Paris : Nathan, 1998).Haut du formulaire
[17] LindaSchenk et al. “Teaching and Discussing about Risk: Seven Elements of Potential Significance for Science Education,”International Journal of Science Education, vol. 41, no. 9 (2019), pp. 1271-1286.Haut du formulaire
[18] René M. Stulz, “Rethinking risk management,” In: Donald H. Chew, Corporate Risk Management (Columbia: Columbia University Press, 2008), pp. 87-120.Haut du formulaire
[19] Ali HMokdad, “The Behavioral Risk Factors Surveillance System: Past, Present, and Future,”Annual Review of Public Health, vol. 30 (2009), pp. 43-54.Haut du formulaire
[20] AnthonyGiddens, “Fate, Risk and Security,”in: James F. Cosgrave (eds), The Sociology of Risk and Gambling Reader (New York: Taylor&Francis Group, 2006), pp.29-60Haut du formulaire
[21] Niklas Luhmann, La confiance: un mécanisme de réduction de la complexité sociale (Paris: Economica-Collection Études sociologiques, 2006).
[22] Hassid.
[23] Mark C. Stafford &Omer R. Galle, “Victimization Rates, Exposure to Risk, and Fear of Crime,”Criminology, vol. 22, no. 2 (1984), pp. 173-185.
Argumentaire
Avec l’avènement de la seconde moitié du XXe siècle, le monde a connu des transformations sociales et historiques profondes, accélérées par les développements technologiques et les mutations écologiques. Ces changements signalaient souvent la transition d’une première modernité, principalement industrielle, vers une seconde, caractérisée elle, par ce que l’on appelle généralement les “Risques Globaux”.[1] Dans le sillage de ces évolutions, le concept Risque a subi des développements remarquables, en évoluant vers une approche intégrante l’analyse des profonds changements vécus par la société industrielle.
Dans ces contextes, les conséquences imprévues des actions humaines étant devenues plus fréquentes, plus intenses et plus influentes, menaceraient l’existence humaine dans son ensemble, enfantant des risques globaux qui reflètent les défis auxquels nos sociétés sont confrontées. Ceci met en évidence la nécessité d’une compréhension approfondie de ces enjeux complexes et impose une gestion efficace afin de garantir un avenir viable.
Dans cette optique, l’approche sociologique a constitué un point de départ pour critiquer la “rationalité instrumentale” sur laquelle reposent les sociétés post-industrielles contemporaines lorsqu’elles abordent les risques ou les prédisent. Elle propose une rationalité alternative qui élargit les perspectives, élimine les écarts entre les disciplines et intègre des considérations tels que l’incertitude, la complexité, et le caractère combiné des risques. Cette approche englobe également diverses variables, notamment politiques, sociales et environnementales.[2]
L’objectif étant également d’élargir cette perspective aux sociétés du Sud qui, à l’évidence, ne sont pas à l’abri de ces risques, particulièrement en raison des effets de la mondialisation et l’interdépendance planétaire. De plus, les sociétés du Sud génèrent leurs propres risques spécifiques tels que les conflits ethniques, les guerres civiles, la corruption, l’exploitation excessive et chaotique des ressources naturelles, le changement climatique, la criminalité organisée, la fragilité des structures politiques locales et nationales, etc.
Les différentes études scientifiques abordant la question des risques, chacune dans son domaine de compétence, reposent sur la constatation d’une crise structurelle et complexe qui accompagne la “seconde modernité”. Cette crise a affecté les institutions étatiques nationales, le marché capitaliste mondialisé, les structures de la communauté internationale, ainsi que les groupes scientifiques organisés au niveau national, continental et international. Tous se sont révélés incapables de maîtriser ce que l’on appelle désormais les “nouveaux risques”.
Afin de développer une compréhension approfondie et objective des risques dans le monde contemporain, le Centre arabe de recherche et d’études politiques. Tunis (CAREP. Tunis) organise en Tunisie une conférence internationale intitulée “Les risques dans les sociétés contemporaines : les contextes, les acteurs, Les expériences, les stratégies de confrontation”, qui se tiendra les 15 et 16 novembre 2024. Le centre invite les chercheurs de diverses disciplines scientifiques à contribuer aux activités de la conférence en soumettant leurs projets de communications.
Modalités de soumission
Soumission des résumés
- Le participant doit mentionner l’axe dans lequel il participe. Le nombre de mots du résumé doit être d’environ 700 mots, y compris le titre de l’intervention, la problématique posée, la méthodologie de recherche et les idées principales, ainsi qu’une liste d’au moins cinq mots clés et une brève bibliographie. En respectant pleinement les exigences scientifiques pour la rédaction de l’article, les notes de bas de page et la liste des références, voir : http://carep.tn
- Date limite de soumission des résumés : 30 janvier 2024
- Les propositions de communication doivent être envoyées à l’adresse e-mail suivante : tn@gmail.com
Soumission du document complet
Le nombre de mots doit être compris entre 6000 et 8000 mots.
Texte final et résumé
Pour la langue arabe, utilisez la police Sakkal Majalla, taille 14, et pour les autres langues, utilisez la police Times New Roman, taille 12 (interligne 1.5).
Langues de la conférence
Arabe, français, anglais.
Originalité de l’article
La recherche doit être originale et dédiée à la conférence, n’ayant été publiée dans aucun support électronique ou papier, et n’ayant été présentée à aucune autre entité pour exposition ou publication.
Publication
Les travaux de cette conférence seront publiés ultérieurement, et les participants seront informés de la date.
Dates importantes
- Date de publication de l’annonce : 15 décembre 2023
- Date limite de soumission des résumés : 30 janvier 2024
- Date de communication des résultats de l’évaluation : 28 février 2024
- Date limite de réception du document complet (Full Paper) : 30 juin 2024
- Annonce finale de l’acceptation des contributions : 15 août 2024
- Date de la conférence scientifique : 15 et 16 novembre 2024
Contact
carep.tn@gmail.com / (00216) 70 147
Axes
La conférence propose plusieurs axes de réflexion, dont les plus importants sont :
Universalité du concept et spécificité des contextes locaux
Le concept Risques est devenu extrêmement prégnant dans le débat public, interpellant les milieux scientifiques, les médias spécialisés, ainsi que la société civile. Il a acquis une légitimité sociale, devenant une préoccupation majeure pour les structures de la communauté internationale, les États et les gouvernements. S’attaquer à ces risques fait désormais partie intégrante de leurs tâches, de leurs stratégies, et de leurs programmes d’intervention.
Sous cet angle, repenser les risques en tant qu’objet de recherche est devenu impératif, nécessitant une définition claire de ce concept, d’en établir les limites, d’en développer les perspectives d’usage en y associant les sciences naturelles, humaines et sociales. Il est essentiel de noter que le concept de « société du risque » est lié à plusieurs sous-concepts tels que la “perception du risque”, la “gouvernance du risque”, la “démocratisation du risque”, la “capacité à s’adapter au risque”, la “vulnérabilité aux risques”, la “confrontation et la lutte”, la “responsabilité sociale face aux risques”, et la “solidarité face aux risques”. Ces concepts sont généralement interconnectés dans une constellation plus vaste, renforçant mutuellement des idées centrales comme la “modernité institutionnelle”, le “cosmopolitisme”, et la “pensée réflexive”. Ils forment ensemble les visions des communautés scientifiques à propos des enjeux complexes auxquels sont confrontées les sociétés contemporaines, admettant que les risques auxquels sont exposés les individus et les différents groupes sociaux soient étroitement liés à l’histoire, la géographie, l’identité, ainsi qu’à l’environnement sociopolitique et l’écosystème qui les entourent.
Par ailleurs, les débats actuels et les révisions approfondies de la littérature moderne indiquent une utilisation croissante de la notion de “catastrophes majeures”, particulièrement pour désigner celles de nature environnementale, technologique, et de dimension cosmique ou transnationale. Ces exemples analytiques sont souvent privilégiés, reléguant d’autres dimensions fondamentales (économique, démographique, politique, sociale, et psychologique) au second plan. Cette focalisation excessive sur des événements macrosociologiques nuit à la capacité d’aborder les risques à l’échelle locale et de comprendre leurs impacts sur les modes de vie quotidiens des individus et des groupes. Ainsi, malgré l’élargissement du débat et la multiplicité des interventions interdisciplinaires, il subsiste encore plusieurs entraves qui occultent les nombreuses autres menaces qui pèsent sur nos sociétés, en particulier celles qui ne sont pas assimilées aux expériences vécues ou affrontées par les sociétés postindustrielles.
Ces préoccupations théoriques, conceptuelles, et méthodologiques soulèvent plusieurs défis-clés liés à la capacité du système conceptuel centré sur le “risque” à développer une approche analytique permettant d’identifier, de comprendre, et de saisir la polymorphie des risques. Il s’agit également de mettre en place des politiques et des mécanismes de prévention adaptés à des contextes complexes, changeants et divers.
La signification du concept de “risque” ainsi que ses portées restent une question pertinente, près de cinq décennies après sa création, et quatre décennies depuis le début de son utilisation en analyse sociologique. Ce concept est-il capable d’analyser les nouvelles formes de liens sociaux et les transformations actuelles du niveau de vie quotidien ? Quelle est sa signification dans les sociétés non industrialisées, et comment s’applique-t-il dans des contextes locaux culturellement et ethniquement complexes ? Le système théorique axé sur le risque est-il efficace pour aborder les enjeux spécifiques des études Sud-Sud ? Peut-il être investi dans le développement d’orientations théoriques postcoloniales et décoloniales ?
Les nouveaux acteurs et le débat sur les classifications
Au départ, le concept de risque était étroitement lié à l’analyse économique des années 1970, une période marquée par des crises majeures dans les institutions du marché capitaliste. Ces crises ont ouvert la voie à la croissance du secteur de l’assurance, mais le concept de risque s’est rapidement étendu à divers domaines scientifiques. Aujourd’hui, de nombreux chercheurs estiment que “tout comporte des risques”, incitant les spécialistes à les prendre en compte et à se préparer à les gérer (The Risk Management of Everything).[3]
La monétarisation des grandes économies mondiales a accentué la nécessité de développer des modèles de gestion des crises économiques, surtout avec l’émergence de nouveaux types de risques dans les années 1980. Ces risques touchent des domaines tels que la santé, la sécurité, les droits, la dignité, et, plus récemment, les risques informationnels liés aux technologies de l’intelligence artificielle.[4]
Diverses analyses, notamment celles des think-tanks et des organisations internationales, ont tenté de classer les risques afin d’élaborer des politiques publiques ciblées dans leurs domaines respectifs. Ces efforts ont conduit à l’émergence d’acteurs locaux formés (États, organes nationaux et locaux, organisations de la société civile, bureaux de conseil et d’expertise) et internationaux (organisations internationales des Nations Unies, Banque mondiale, Organisation mondiale de la santé) et impliqués dans la reconnaissance et le traitement des risques.
Ces dernières années, une classification utilisant le terme “nouveaux risques” a émergé, se concentrant spécifiquement sur les risques politiques. Ces risques incluent la guerre civile, l’instabilité géopolitique, la corruption endémique, le crime organisé, la faiblesse de l’État-providence, et d’autres facteurs susceptibles d’influencer la stabilité politique et la viabilité des sociétés. Parallèlement, les risques sociaux et culturels ont également augmenté, englobant des changements démographiques incontrôlés, des inégalités de revenus, des mouvements sociaux hétérogènes et contradictoires, des évolutions rapides des modes de vie, des attitudes changeantes envers le travail, les loisirs et les valeurs religieuses, ainsi que la croissance du consumérisme et l’augmentation du coût de la vie.
Néanmoins, les nouvelles classifications des risques ne signifient pas l’abandon des anciennes. Le risque économique reste un domaine crucial de recherche qui préoccupe autant les institutions économiques que les individus et les groupes. Il englobe les répercussions du cycle économique, les fluctuations des marchés financiers et des taux de change, menaçant les économies même en période d’expansion, outre les retombées transnationales et continentales.
Avec l’expansion de l’utilisation du concept dans des domaines non économiques, les chercheurs en sciences sociales ont élargi l’analyse des risques pour inclure des aspects tels que les risques technologiques. Cela comprend les impacts environnementaux, sanitaires et démographiques des activités industrielles, telles que les industries nucléaires, chimiques, énergétiques et agricoles intensives. Ces risques englobent la menace pour la diversité environnementale et les conséquences du changement climatique dû au réchauffement planétaire.[5]Dans ce contexte, la question de l’identification des nouveaux risques et des contextes dans lesquels ils émergent soulève des problématiques complexes. Qui sont les acteurs impliqués dans le processus de classification et de gestion des risques à l’échelle locale et internationale ? Quelles sont les nouvelles classifications et comment ont-elles évolué historiquement ? Comment diffèrent-elles selon les contextes et les domaines ? Quelles sont les conditions et les outils de cette classification ? Quelles sont les dynamiques de négociation qui permettent l’identification et la légitimation de ces classifications ? Quelle est la place de la communauté scientifique académique dans ce système ? Et comment ces classifications contribuent-elles au développement de la gestion des risques ?Haut du formulaire
Indicateurs et outils de mesure
Le processus de gestion des risques exige mesure et détermination en fonction de leur prévalence et de leur niveau de menace.[6] La Banque mondiale, par exemple, utilise le concept de “vulnérabilité” comme indicateur central pour mesurer le risque.[7] L’évaluation des risques et de la vulnérabilité constitue l’un des outils essentiels dont dispose la Banque mondiale pour comprendre les causes de la vulnérabilité à la pauvreté, et pour analyser les chocs et identifier les lacunes dans les politiques de gestion des risques sociaux.
Ces politiques visent à développer des stratégies de gestion en mesurant la vulnérabilité des ménages aux risques et aux chocs. L’évaluation requiert la collecte de données précises révélant l’impact de ces risques sur les individus et leur capacité d’adaptation, ce qui est un défi parfois relevé avec difficulté dans les pays en développement. De plus, les analyses de vulnérabilité ne se limitent pas à la dimension économique, mais peuvent s’étendre à d’autres aspects de la vie quotidienne. La Banque mondiale adopte plusieurs indicateurs cruciaux dans ces analyses. Parmi les plus importants figurent la volatilité des revenus, la dépendance à l’agriculture, l’accès aux actifs, l’accès aux mécanismes de protection sociale et aux réseaux de soutien social, l’accès à l’éducation, la capacité à acquérir des compétences et la diversification des sources de revenus.[8]Ces indicateurs permettent d’évaluer la vulnérabilité des individus face aux différents chocs et d’identifier les populations les plus vulnérables. Cependant, de nombreuses études soulignent la nécessité d’ajouter d’autres indicateurs liés principalement aux niveaux d’exposition à la violence de toutes sortes : domestique, politique, ethnique, ou criminelle. Cela inclut également les risques médiatiques, les risques liés à l’intelligence artificielle, à la cyber sécurité et à la protection des données personnelles. Dans ces cas alors, quels sont les indicateurs de vulnérabilité les plus importants ? Quelle est leur nature (quantitative, qualitative...) ? Quelles sont leurs sources ? Comment peut-on les mesurer ? Quels en sont les outils les mieux adaptés ? Comment ces indicateurs peuvent-ils contribuer à la gestion des risques et à la lutte contre leurs impacts ? Qui sont les acteurs qui proposent et construisent ces indicateurs de mesure ? Quelle est la nature de leurs liens et le niveau de coordination entre eux ? Dès lors, dans tout ce système, quel rôle pourraient assumer les individus exposés aux risques ?
Rationalité institutionnelle face aux représentations sociales
Bruno Latour souligne, dans la préface de la version française de La Société du risque, que la théorie du risque trouve son origine dans une critique des sociétés industrielles et postindustrielles du monde occidental moderne.[9] Il suggère que, plutôt que de considérer notre époque comme exceptionnelle en termes de risque, il est pertinent de se demander si l’Occident est devenu plus sensible aux risques internes plutôt qu’aux changements mondiaux. Des facteurs tels que le vieillissement de la population, la financiarisation de l’économie, la concurrence médiatique et technologique ont contribué à faire de l’angoisse un outil économique et politique efficace, reproduit et distribué pour créer de la richesse. Ainsi, on peut parler d’une fabrique du risque, comme étant un processus fortement influencé par des facteurs sociaux et culturels, ainsi que par la prise de conscience individuelle des menaces qui les entourent.
Bien que les risques et leurs mécanismes de gestion soient conçus au nom d’une rationalité transcendante de nature institutionnelle, ils restent le produit de l’activité humaine au cœur de la société, transcendant la dimension purement technique pour s’humaniser au sens socio-historique. Interviennent aussi les intérêts particuliers, les coutumes, les croyances, les traditions, les processus de socialisation des individus, ainsi que l’imaginaire et les mythes, interagissant avec les perceptions, l’identification des différents types de risques, leur définition, leurs sources et la manière de les traiter. Les risques peuvent être considérés, au moins en partie, comme étant une représentation individuelle et collective qui aide à anticiper un futur possible, étant essentiellement au cœur des liens qui existent entre les individus ou les groupes en fonction de leurs représentations sociales de leurs réalités socio-historiques. Dans ce contexte, les acteurs institutionnels, qu’ils soient spécialisés ou non, adoptent des approches similaires pour définir et prédire les risques, interpréter la manière dont ils les traitent, que ce soit à travers des outils experts conceptuels, théoriques, scientifiques ou opérationnels, simples ou complexes.
Cette compréhension du risque nécessite l’analyse des perceptions et des pratiques des gestionnaires de risques et de ceux qui y sont directement exposés, car ils partagent souvent son ampleur, son histoire et ses contextes sociaux, politiques et culturels. Cela réduit les frontières de différenciation entre l’objectif et le subjectif dans son traitement, affaiblissant la capacité de la rationalité institutionnelle à diagnostiquer, anticiper, trouver des solutions ou du moins à atténuer l’impact.[10] Ceci est particulièrement vrai lorsqu’on observe, par exemple, la récente pandémie de COVID-19, où les représentations étaient devenues un obstacle voire des poches de résistance au succès des interventions urgentes visant à atténuer l’impact du risque.
Comment se manifestent les représentations des individus et des groupes face aux risques ? Comment diffèrent-elles en fonction des affiliations- appartenances sociales, culturelles, géographiques – régionales, et celles du genre ? Ou bien toutes ces dimensions se chevauchent-elles et se superposent-elles ? Les acteurs gestionnaires des risques portent-ils les mêmes représentations que ceux qui en sont exposés et affectés ? Quels sont les points de convergence et de divergence entre eux ? Ces représentations du risque peuvent-elles changer et muer ? Comment, quand, et selon quelle logique ? Quels sont les outils méthodologiques qui permettent d’extraire et de comprendre ces représentations et leurs modes de fonctionnement ? Comment l’étude des représentations des risques peut-elle être utilisée pour en développer des outils de gestion, d’intervention, et de traitement ? Ces représentations peuvent-elles constituer un obstacle et une entrave à l’efficacité des interventions de l’État et des organisations spécialisées ?
Expériences individuelles/de groupe et stratégies d’adaptation
Les risques et les menaces qui en résultent créent un climat propice à la croissance de sentiment de vulnérabilité psychologique, de sentiment constant de danger et de perte d’équilibre psychosocial. Dans de tels contextes, les individus et les groupes ont parfois le sentiment d’être les prochaines victimes de ces dangers et sont convaincus que ces menaces peuvent s’abattre sur eux à tout moment et sans avertissement clair.[11] Diverses statistiques de l’Organisation mondiale de la santé indiquent que les sentiments d’anxiété, de peur et de terreur sont répandus parmi les groupes sociaux, soumis au principe des inégalités et disparités du Temps et de l’Espace.
De nombreuses situations psychologiques expriment cette névrose collective, difficile à identifier mais prévisible, qui n’a pas de caractéristiques finales et ne peut être totalement affrontée, ni prédéterminée en amont. Pour contrer cette vague appréhension, les individus et les groupes conçoivent différentes stratégies pour la contrer et s’y adapter. Alors que beaucoup ont recours aux soins cliniques et corporels pour gérer la peur et la dépression, ces options restent coûteuses et inaccessibles à certains groupes. Cela les rend plus enclins au “décrochage” et à l’introversion de soi autant que possible, dans l’espoir de pouvoir obtenir une certaine immunité contre ces risques. Ce décrochage et cet isolement peuvent être individuels, à la recherche d’un salut isolé, comme en témoignent des phénomènes tels que les suicides collectifs de membres de communautés religieuses qui croient en la proximité de “l’anéantissement du monde”, ou les “hikikomori”[12] au Japon, dont un grand nombre d’individus (plus d’un million de personnes) préfèrent vivre dans un isolement complet du monde extérieur. Ce phénomène se répand aujourd’hui dans de nombreux pays, notamment chez les jeunes, à cause, entre autres, des impacts multiples de la généralisation des médias sociaux et des jeux électroniques.
Comme mentionné précédemment, ni les individus ni les groupes ne font face, de la même manière, à ces risques, car les sociétés produisent et offrent des situations inégales réparties entre les différents groupes sur la base des ressources-capacités psychologiques et sociales inégales dont ils disposent pour affronter ces expériences profondes qui restent pour longtemps gravées dans leur mémoire et leur conscience, tout en créant des traumatismes de types différents. Le background psychoculturel inscrit dans la conscience collective influence à son tour les représentations des risques. Toutefois, le vécu collectif des risques ainsi que les expériences partagées et les échanges individuels qui s’ensuivent et les récits qui s’en forment agissent de manière forte sur les identités individuelles et collectives façonnées autour de ces expériences éprouvantes.[13] L’on pense que les représentations et perceptions formées en fonction des risques agissent fortement sur les choix des individus, orientent leurs comportements et impactent les stratégies de défense adoptées.
Pour mieux comprendre ce phénomène complexe, il est nécessaire d’explorer comment les individus ressentent le risque et se comportent par conséquent, et quels sont les facteurs qui influent sur ces expériences. Il est également important que l’on examine les effets de l’expérience du risque sur la santé mentale et psychologique des individus et les différentes séquelles qui en découleraient. De même, il est important de comprendre les stratégies élaborées et adoptées par les individus face à ces risques et leurs rapports avec les différentes autres stratégies mises en place par les institutions chargées de gérer ces risques et d’en évaluer les impacts.[14]
Comment les individus vivent-ils leurs expériences des risques ? Quels sont les facteurs qui influent sur ces expériences ? Quelles sont les répercussions de l’expérience des risques sur la santé mentale et psychologique de l’individu ? Quelles stratégies les individus adoptent-ils pour faire face à ces risques ? Quelle est la nature des rapports qui les lient aux différentes institutions responsables de la gestion des risques et de la mise en place des actions de lutte ? Comment les groupes sociaux vivent-ils leurs expériences des risques ? Quels sont les facteurs qui agissent, interviennent et façonnent ces expériences ? quelles sont les différences entre les expériences individuelles et collectives vécues face aux différents risques ? Quelles sont les répercussions de l’expérience des risques sur la santé psychologique de ces groupes et leur portée comportementale ? Quelles stratégies les groupes et les collectivités mettent-ils en place et adoptent-ils pour faire face à ces risques, et quelles ressources mobilisent-ils ? Quels rapports entretiennent-ils avec les acteurs institutionnels responsables de la gestion des risques ? Quelles sont les répercussions, impacts et retombées des politiques de gestion des risques sur la vie individuelle et collective ?
Les espaces et les limites virtuelles
Même si la territorialité des risques, leur spatialité virtuelle et leur délimitation géographique sont connues, il n’en reste pas moins vrai que cette connaissance reste tributaire d’un ensemble d’hypothèses émises et formulées. Les communautés scientifiques et celles des spécialistes et autres experts, ainsi que les groupes humains et les politiques publiques s’efforcent à délimiter les zones de risque et d’y investir des ressources humaines, sociales et politiques.[15]L’échec et l’incapacité à faire face à ces risques sont des facteurs déterminants qui influent sur le renouvellement de la légitimité sociale, politique, voire apolitique. Dans ce contexte, différents groupes accumulent des pratiques et des représentations sociales variées dans le but de maîtriser les risques et de minimiser les pertes. Pour atteindre cet objectif, ils s’attachent généralement à fournir des outils de gestion et d’administration et des stratégies tels que la segmentation et le découpage administratif, les systèmes d’information, les systèmes d’alerte, les moyens de communication, ainsi que des structures temporaires ou permanentes et des groupes d’intervention spécialisés. Ces stratégies peuvent entraîner l’émergence de nouvelles zones géographiques et de nouveaux espaces en fonction de leur fréquence et des modes de gestion, comprenant de nouvelles configurations, législations, modes de vie et technologies.
Les risques ne surgissent pas dans des espaces vides, mais plutôt dans des zones habitées, même si la population peut être limitée. Souvent, cela appelle à l’intervention de l’État, de groupes et de divers acteurs tels que les autorités centrales et locales, les experts, l’administration, les entreprises et la société civile. Ils interviennent pour instaurer un “contrôle effectif” en modifiant l’ingénierie spatiale et en reconfigurant le lien social afin de contenir les risques et d’empêcher leur propagation vers les zones voisines. Cependant, ces interventions ne se déroulent pas sans les divergences et même les conflits, car elles reflètent souvent des intérêts et des visions contradictoires, déterminés non seulement par des lieux différents, mais aussi par des perceptions antagonistes. Ces perceptions ne sont pas influencées seulement par des contextes culturels, sociaux et politiques, mais également par les spécificités de l’espace géographique. Lorsque nous tentons de prévenir ou de contrôler ces risques, des inégalités émergent, qui ne sont pas uniquement catégorielles ou sociales mais aussi spatiales. Les ressources mises à disposition par l’État ou les autorités locales créent généralement un fossé distinct, divisant les groupes humains en “régions”, “zones”, “camps” ou “ghettos” avec des capacités différentes et des ressources disparates face aux dangers.
Dès lors, l’on s’interroge sur les façons pratiques et réelles du déroulement de l’ingénierie de lutte contre les risques sur le terrain. Comment cette ingénierie est-elle répartie entre les différentes zones géographiques ? Quels sont les espaces les plus exposés aux risques et pourquoi certains domaines sont-ils plus vulnérables que d’autres ? Quels mécanismes permettent de maîtriser spatialement les risques ? Qui sont les acteurs impliqués dans chaque domaine de risque spécifique ? Comment les gestionnaires de risques les gèrent-ils en fonction de l’information recueillie et comment définissent-ils les limites spatiales dans un monde virtuel ?Haut du formulaire
Les investissements politiques dans les risques et leur rentabilité
L’idée du risque s’est profondément ancrée dans la perception des individus, celle des groupes et des États, devenant parfois une “obsession” sujette à l’exagération et à une ambiguïté d’usage. Cette préoccupation croissante a conduit à l’émergence du risque en tant que “science” enseignée dans les universités, visant à une gestion, prévention et évitement efficaces avec le moins de pertes possible.[16] Le risque a également été valorisé et transformé en un secteur d’investissement, engendrant des connaissances, compétences et entreprises spécialisées offrant des services de “sécurisation” aux individus, aux groupes et même à des pays entiers contre les menaces qui les guettent.[17]
Les innovations et brevets dans ce domaine témoignent du développement considérable d’industries entières et de technologies hautement spécialisées visant à assurer les individus contre divers risques. Le monde dépeint par George Orwell dans son roman 1984 n’est plus de la science-fiction ; certains de ses aspects sont devenus une réalité intégrée dans notre quotidien. Les technologies de surveillance et de prévention ont infiltré tous les aspects de la vie quotidienne, devenant une menace en violant la vie privée et les données personnelles des individus.[18]
Le sentiment constant de menace et d’imprévisibilité des risques pousse à un abandon de soi et de son destin aux autres, à la recherche de prévention et de protection, même au détriment de la quête de liberté.[19] Ce compromis incite de nombreuses personnes à préférer la prévention des risques et à rechercher davantage de protection que la préservation de leur liberté.
Quelles sont les caractéristiques des “modèles de production” de la protection contre les risques ? Quel est le volume des transactions économiques dans le domaine de l’assurance des risques au niveau international ? Comment tous ces biens et services sont-ils promus ? Quelles sont les techniques publicitaires et médiatiques utilisées dans cette promotion ? Quels sont les principaux effets sur le niveau de conscience et de perception des individus et des groupes ?
Les politiques de gestion et les mécanismes de prévention
Face à des dangers généralisés, dont les sources et les causes sont assez diverses, qui s’étendent de façon exponentielle jusqu’à investir des pans entiers de la vie sociale et l’ensemble des activités humaines dans les sociétés contemporaines, y compris les activités sportives et récréatives (violence dans les stades, jeux électroniques mortels), les sociétés, ont établi - selon Niklas Luhmann- des systèmes bien connectés de “l’industrie du contrôle et de la prévention des risques”.[20] Ces approches mettent l’accent sur la gouvernance des risques,[21] réunissant généralement les décideurs gouvernementaux (l’État, des associations locales), des gestionnaires de risques, des producteurs, des experts et des institutions privées qui ont accumulé des connaissances et des compétences sous forme de services, tous soucieux de prévenir et d’anticiper les risques. Le climat de peur croissant des risques a indéniablement créé un terrain propice à l’investissement dans d’importants secteurs économiques qui accordent une attention particulière aux ressources financières, humaines et techniques des risques, tels que la technologie de contrôle et de garde, les logiciels d’anticipation des risques, les systèmes d’alerte précoce, les compagnies d’assurance, les sociétés de sécurité et la main-d’œuvre pluridisciplinaire, les systèmes d’information et les logiciels.
La complexité des risques et le chevauchement de leurs composantes ont nécessité des efforts concertés de la part d’un certain nombre d’institutions, de structures et d’acteurs publics et privés pour encadrer leur coopération et coordonner leurs interventions afin de formuler des stratégies et d’élaborer des plans d’action pour réduire les menaces potentielles. La gouvernance des risques est plus que jamais une nécessité, ne visant pas une efficacité totale, mais cherchant seulement à éviter les multiples formes de déviation qui ont affecté les plans pour y faire face.[22]
De nombreuses études ont montré que la gestion des catastrophes n’est pas exempte de nombreuses formes de corruption, transformant les risques en un domaine de profit illicite et d’enrichissement, ainsi que la propagation de multiples formes d’extorsion et de fraude. Bien que l’arsenal accumulé par les sociétés dans diverses formes de sciences et techniques de gestion des risques (la cindynique) ait réalisé des progrès techniques, il n’a pas encore atténué sérieusement les effets secondaires du sentiment croissant de peur et d’insécurité, ni les nombreuses violations des droits de l’homme. La légitimité de la chasse aux “nouveaux risques” a permis à certains pays de surveiller et d’espionner les individus, limitant ainsi leurs libertés fondamentales, les obligeant à faire un compromis entre la sécurité et la confrontation individuelle au danger, souvent sans ressources, et des manifestations d’injustice dans l’extension des panoplies d’assurances entre les groupes et les entités.
Cependant, de nombreuses questions s’imposent : Sur quels fondements reposent les modèles de gestion des risques ? Quels sont les outils adoptés dans de telles missions ? Quels sont les indicateurs de gouvernance dans le domaine de la gestion des risques ? Quels sont les obstacles qui limitent l’efficacité de l’intervention entre les différents acteurs ? Comment les sociétés peuvent-elles contrôler l’intervention et la gestion des risques afin qu’ils ne deviennent pas une opportunité de corruption ? Quels phénomènes déviants les politiques de gestion des risques créent-elles et comment sont-ils traités ? Comment la justice et l’équité seraient-elles assurées dans l’extension des systèmes d’assurances des risques et quelles sont les mesures de justice et d’équité qui sont ou doivent être prises ?Haut du formulaire
Partant des différentes questions soulevées dans le présent argumentaire, ce séminaire se veut l’occasion de plonger dans le monde des “risques des sociétés contemporaines”, de les analyser et d’interpréter leurs multiples et complexes facteurs et effets. La préférence méthodologique va à l’adoption d’une approche multidisciplinaire, allant au-delà des idées avancées par les premiers économistes, pionniers de la théorie, qui se sont concentrés sur l’étude des risques économiques et financiers auxquels sont confrontées les institutions de marché capitalistes en premier lieu.
Cette conférence aspire également à établir un lien entre l’approche sociologique de penseurs tels qu’Anthony Giddens et Ulrich Beck au cours des années quatre-vingt et quatre-vingt-dix du XXe siècle, et d’autres approches plus actuelles adoptant de nouvelles perspectives épistémiques. Cela inclut l’approche psychologique, se concentrant sur l’étude des émotions, des sentiments et des sensations liées à la peur, aux phobies, à l’anxiété, à l’horreur, à la panique et à l’effondrement de la confiance face à l’augmentation des cas d’insécurité et à l’incertitude croissante qui pèse sur des situations imprévues.
La conférence prend en compte également l’approche géographique environnementale en rapport avec les effets du changement climatique, ainsi que l’approche des politiques publiques et de la gestion de crise. Afin d’enrichir les débats, les participants sont appelés à identifier les développements récents de la théorie du risque dans le monde sous différents angles de recherche politique, social, humanitaire, géographique, économique et financier, médical et sanitaire, environnemental, écologique, agricole et climatique. Il touche également d’autres disciplines comme les sciences des médias et de la communication, l’intelligence artificielle. Il serait intéressant de noter qu’une attention particulière sera accordée à la présentation et à la confrontation des expériences et étude de cas, qu’elles proviennent des pays du Sud ou du Nord, ou qu’elles soient dans le cadre d’un échange Sud-Nord.
Comité scientifique
- Mehdi Mabrouk : Professeur en sociologie, Université de Tunis
- Mounir Saidani: Professeur en sociologie, Université de Tunis
- Mohamed Gargouri: Professeur en génie biologique, Université de Carthage, Tunis
- Ali El Hammami: Maitre assistant en sociologie, Université de Tunis
- Taoufik Belharath: Professeur Emérite en géographie urbaine, Université de Manouba, Tunis
- Riadh Ben Khalifa: Maitre de conférences en histoire moderne, Université de Tunis
- Hassan El Moury: Maitre de conférences en sociologie, Université de Tunis
- Sadiq El Hammami: Professeur en sciences de l’information et de la communication, Université de Manouba, Tunis
Notes
[1]Ulrich Beck & Christoph Lau, “Second Modernity as a Research Agenda : Theoretical and Empirical Explorations in the ‘Meta‐Change’ of Modern Society,” The British Journal of Sociology, vol. 56, no. 4 (2005), pp. 525-557.
[2]Ulrich Beck, “From Industrial Society to the Risk Society : Questions of Survival, Social Structure and Ecological Enlightenment,” Theory, Culture & Society, vol. 9, no. 1 (1992), pp. 97-123.
[3]Michael Power, “The Risk Management of Everything,” The Journal of Risk Finance, vol. 5, no. 3 (2004), pp. 58-65.Haut du formulaireHaut du formulaire
[4]Olivier Hassid, Le management des risques et des crises, 3e éd. (Paris : Dunod, 2011).
[5] Ibid.
[6]Helmut Mausser, & Rosen Dan, “Beyond VaR : From Measuring Risk to Managing Risk,” In : Authors Group, Proceedings of the IEEE/IAFE 1999 Conference on Computational Intelligence for Financial Engineering (CIFEr) (New York : IEEE, 1999).
[7]Robert Holzmann, & Valerie Kozel, “The Role of Social Risk Management in Development : A World Bank View,” IDS Bulletin, vol. 38, no. 3 (2007), pp. 8-13.Haut du formulaire
[8]Ibid.
[9]Ulrich Beck, La société du risque : sur la voie d’une autre modernité, Laure Bernardi (trans.) (Paris :Flammarion, 2001).
[10]Hélène Joffe, “Risk : From Perception to Social Representation,” British Journal of Social Psychology, vol. 42, no.1 (2003), pp. 55-73.Haut du formulaireHaut du formulaire
[11]Jean-Pascal Assailly& Claude Got, La psychologie du risque, TEC & DOC Edition (France : Lavoisier, 2010).
[12]Takahiro A.Kato, et al. “Does the ‘Hikikomori’ Syndrome of Social withdrawal Exist Outside Japan ? A preliminary International Investigation,”Social psychiatry and psychiatric epidemiology, vol. 47 (2012), pp. 1061-1075.
[13]Thibault Gajdos, & John A. weymark, “Introduction to Inequality and Risk,” Journal of Economic Theory, vol. 147, no. 4 (2012), pp. 1313-1330.Haut du formulaireHaut du formulaire
[14]Simon Thompson, “Trust, Risk and Identity,” In : Sean Watson, Anthony Moran, Trust, Risk and Uncertainty (London : Palgrave Macmillan UK, 2005), pp. 26-46.Haut du formulaireee
[15]Guy Di Méo, Géographie sociale et territoires (Paris : Nathan, 1998).Haut du formulaire
[16]Linda Schenk et al. “Teaching and Discussing about Risk : Seven Elements of Potential Significance for Science Education,” International Journal of Science Education, vol. 41, no. 9 (2019), pp. 1271-1286.Haut du formulaire
[17]René M. Stulz, “Rethinking Risk Management,” In : Donald H. Chew, Corporate Risk Management (Columbia : Columbia University Press, 2008), pp. 87-120.ee
[18]Ali H Mokdad, “The Behavioral Risk Factors Surveillance System : Past, Present, and Future,” Annual Review of Public Health, vol. 30 (2009), pp. 43-54.
[19]Anthony Giddens, “Fate, Risk and Security,” in : James F. Cosgrave (eds), The Sociology of Risk and Gambling Reader (New York : Taylor&Francis Group, 2006), pp. 29-60Haut du formulaireeHaut du formulaire
[20]Niklas Luhmann, La confiance : un mécanisme de réduction de la complexité sociale (Paris : Economica-Collection Études sociologiques, 2006).
[21]Hassid.
[22]Mark C. Stafford, et Omer R. Galle, “Victimization Rates, Exposure to Risk, and Fear of Crime,”Criminology, vol. 22, no. 2 (1984), pp. 173-185.
Argument
By the midst of the the twentieth century, the world had become the scene of profound social and historical transformations sustained technological and ecological developments. Such transformations often testify to the transition from the first modernity of an industrial aspect to the second modernity, usually characterized by “cosmic risks”.[1]Consistent with these transitions, the concept of risk has witnessed remarkable developments, evolving into an integrated approach adopted in the analysis of the profound changes in industrial society whereby the unforeseen consequences of human actions have become more frequent, intense, and influential, posing a threat to human existence altogether.
As such, this sociological approach serves as an introduction to the critique of the “instrumental rationality” on which contemporary industrial societies rely in their attempt to address and predict risks. It further offers an alternative rationality that opens up perspectives, elides interludes between disciplines competences expanding to include uncertainty, the complex, and the composite incorporating other different and diverse variables (whether political, social, environmental, etc.).[2] This broadened worldview further included societies of the Global South that are , as it turned out, no longer spared from these risks, especially given their globalization and the interplay of impact and influence globally. Furthermore, such societies produce their self-induced own specific risks such as ethnic conflicts, corruption, reckless and over exploitation of resources, climate change, prevalence of organized crime, and local and national political structures vulnerability etc.…
Diverse scientific studies addressing the issue of risk (s) across different fields point to the structural and complex crisis accompanying the “second modernity”. Such a crisis rendered the institutions of the national state, the capitalist market, as well as the scientific community, albeit all their developed/ing technologies, incapable of controlling what became known as “new risks”.
In this view, and for the purpose of a deep and objective understanding of this phenomenon within a cross-disciplinary approach, the Arab Center for Research and Policy Studies. Tunis (ACRPS.Tunis) is organizing an international conference entitled “Contemporary Societies Facing Risks: Contexts, Actors, Experiences, and Response Stakes’’, thus proposing a rainbow of key axes stated herein: proposing several key axes.
Topics
Risks: Universality of Concept and Specificity of Local Contexts
The concept of risk has gained dissemination across public debates, spanning unto various arenas such as scientific communities, specialized and mass media, and civil society. Having attained social legitimacy, it has evolved into an obsession whereby international community structures, states and governments have been placed within this evolution and thus happened to be hung on such a concept which constitutes the prime of focus in their interventions and in their program development.
In this vein, “uncontrollable’’ risks have necessitated reconsideration which have arisen as a subject for research, prompting the delimitation of its boundaries, concept fine-tuning, enhancement of response horizons, and determination of the humanities and social sciences position. It is quite worth noting that the concept of a “risk society” is intertwined with various sub-concepts, notably “risk perception”, “risk governance”, risk democracy(risk allocation), “risk adaptation capacity”, “vulnerability against such risks”, “response”, “social responsibility”, and “solidarity” in the face of hazards. Additionally, key concepts such as “institutional modernity”, “cosmopolitanism”, “universality” and reflexivity (reflective thinking) are intertwined, shaping our perspective as a scientific community on the intricate challenges confronting our societies. Indeed, risks that both groups and social categories undergo do not arise in isolation from history, geography, identity nor are they separated from surrounding social and political environments.
Meanwhile, ongoing debates and profound revisions of the literature of modernity suggest the increasing utilization of “major disasters”, with a major focus on those of environmental, technological, and global origins, moving in cross-border states and regions, being analytical examples of characteristic features of contemporary societies. This heightened focus has resulted in the neglect of other highly significant dimensions, such as political, social, and psychological aspects. Such examples tend to be macro sociological, reducing our ability to approach risks at local levels and within the context of their effect of individuals and groups’ daily lives. Despite the broadening of the debate and multi-disciplinarity, we happen to be shackled at a certain view point that blurs the multitude of other hazards threatening our societies, especially those unclassified within the umbrella of modern industrial ones.
These theoretical, conceptual, and methodological precautions pose several significant challenges regarding the capacity of this conceptual framework revolving around the concept of “risks”, of putting forward a sustained analytical approach, capable of identifying risks and formulating prevention mechanisms and policies within complex and diverse contexts. Hence, following its development fifty years ago and forty years of its initial usage in sociological analyses, questions arise regarding the meaning of the definition of the concept of “risks” and its sub-concepts, especially with/in non-industrialized societies? Is the concept as such capable of analyzing new configurations of social connections and current transformations on everyday standard of living? Does this theoretical framework on the concept of risks hold procedural effectiveness capable of adapting to and analyzing the challenges posed by research on the countries of the Global South? Does this conceptual framework hold the capacity to analyze culturally and ethnically complex local contexts? Can the concept of risk and relevant sub-concepts be applied to develop theoretical to develop post- colonial and decolonial perspectives?
Risks: New Actors and Classification Controversy
While the concept of risk was associated, in its early stages, with economic analyses during the seventies of the twentieth century, amidst severe crises faced by capitalist market institutions that provided an opportunity for the growth of the insurance sector, the concept of risk has so far witnessed extensive use across various scientific fields which is why many researchers today contend that “everything holds risks”, urging specialists consideration of risks and preparedness to effectively manage their likelihood and/or magnitude(The Risk Management of Everything).[3] The monetization of major global economies has further underscored the dire need to develop economic crises management models particularly in the event of the eighties of the last century which witnessed the emergence of new types of risks in the fields of health, security, rights, and dignity.[4]This occurred even before the rise of information risks and the concerns posed by artificial intelligence technologies today in terms of impacts and responses.
Numerous analyses particularly experimental (empirical) ones such as reports from Think Tanks and international organizations, have sought to classify risks with a view to deconstructing them and thus developing targeted Public Policies Plans, and actions, within their respective fields of expertise to better reflect various uses and contexts. Such efforts have led to the emergence of many local actors (states including all its local and national institutions, civil society organizations (CSOs), consulting and expertise offices) and international actors (United Nations agencies, international organizations, the World Bank, the World Health Organization ...). All actors have striven to develop risk classifications that would address risks and allow for the mitigation of their impacts.
In recent years, 'new risks' have gained attention, with political risks being among the most significant. The stability of the political system and its formation can have a decisive impact on the viability of societies and on the ability of the economic fabric to maintain balance. Political risks involve war(be it internal or civil), geopolitical instability, persistent corruption or/and mismanagement, organized crime, the weakness of the welfare state and/ or the collapse of its care and service systems. Additionally, new risks comprise cybercrime, harassment, and stigmatization practices, violence, assault, terrorism, insecurity and a growing concern for citizens’ health and safety. In the same context, social and cultural risks have emerged. Such nomenclature reveals multi-faceted risks, inter alia, uncontrollable demographic change, unequal income distribution, conflicting trajectories of social mobilities, rapid changes in lifestyles, attitudes towards work, leisure, and religion, ascending consumerism, rising costs of living, and the failure of differentiation management policies.
Nonetheless, new risk classifications do not necessarily imply giving up established classifications. The inception of the idea of risks within the field of economic sciences has implicitly maintained economic risks as one of the most prominent areas of current research and a major concern for private and public economic institutions as it is a concern borne by involved economic public and private institutions while simultaneously constituting a threat to all individuals, groups and communities. Still, risks comprise downturn in the economic cycle, financial market volatility and exchange rate fluctuations. Such risks extend beyond recessions and can thus threaten economies even during periods of growth with transnational transboundary effects.
Technological risks cannot be overlooked, especially those following the significant additions made by social scientists, in the last quarter of the twentieth century with their development of analyses focused on technological risks that fall within the industrial, nuclear, and biological sectors, related primarily to companies engaged in activities such as the chemical industry, power, intensive agricultural livestock farming, used for industrial fertilizers, genetic modifications, chemical inputs and waste management. and waste management. These risks also encompass various environmental impacts of various industries including the threat to ecological flora, fauna and animal diversity on land, seas, oceans and in the sky, as well as the rising number of natural disasters due to climate change due to global warming.[5]
Considering all such elements the question of how new risks are identified and contextualized can be divided into sub-questions such as: What are the new risks and the contexts in which they arise? Who are the actors involved in the process of risk categorizations and management locally and internationally? Can the new actors be identified? What are their categorizations like? How have these categorizations evolved historically? How do they differ in disparate contexts and domains? What are the conditions and tools utilized for such categorizations? What are the negotiation dynamics enabling the identification and legitimacy of such categorizations? What is the position of the scientific community, mainly academic, within this system? And how do these categorizations contribute to the development of risk management?
Risks: Indicators and Measurement Tools
The risk management process requires that risks be measurable and determined according to their prevalence and threat level.[6] For instance, in terms of measuring exposure to risk,[7]the World Bank relies on the concept of vulnerability as a pivotal indicator. Thus, “Risk and Vulnerability ’’indicators account for the most prominent tools used by the World Bank to understand the causes of exposure to poverty, the analyses of shocks, and identification of policy gaps in social risks management. Such policies aim at developing risk- management strategies by measuring household vulnerability to risks and traumas whose assessment entail the collection of accurate data revealing their impact on individuals and their adaptive capacity, which can sometimes be challenging in developing countries. Moreover, vulnerability analyses are not confined to the economic dimension alone but could be applied on diverse aspects of contemporary life, such as health, education, nutrition, security, and access to adequate housing.
The World Bank draws on several indicators for its conducted analyses. Indeed, income volatility, dependence on agriculture, access to assets, access to social protection mechanisms and social support networks, access to education and skills, and income diversification being the most prominent indicators.[8]Such indicators are used to assess individuals' exposure to various traumas hence, helping identify the most vulnerable populations. However, it currently does not seem to be a sufficient determinant one given the expansion of the risk map faced by societies. Therefore, many studies reveal the need to build on further indicators, mainly those relevant to levels of exposure to all forms of violence whether domestic violence or resulting from political or ethnic conflicts or organized crime. This building on other indicators should by no means neglect indicators related to media risks, artificial intelligence risks, cyber security, and personal data protection.
Accordingly, what are the most prominent vulnerability indicators? How are they featured? (Quantitative, qualitative ...) What are their sources? How can they be measured? What are the tools adopted for such a measurement? How can these indicators allow for risk management and response to their impacts? Who are the actors developing and measuring these indicators? What is the nature of their linkage and coordination degree? What is the role of the individual, who is at risk, within this system?
Risks: Institutional Rationality vis-à-vis Social Representations
In the preface to the French version of “Risky Society”,[9] Bruno Latour points out that risk theory sprang from the context of a critique of industrial and post-industrial societies in the modern Western world. It would be instrumental to renew perspectives rather than viewing our times as exceptional in terms of risks, it would rather be more appropriate to raise the question whether the West has become more sensitive to risks due to internal factors rather than because of global transformations. For instance, Population aging, the “financialization” of the economy, and media and technological competition have contributed to making anxiety an effective economic and political tool, reproduced, and distributed to create wealth. Thus, we can talk here about the risk industry, which is a process that relies heavily on social and cultural factors, as well as on individuals' awareness of the threats that surround them and their representations of such threats.
Even if risks and their management mechanisms are designed in the name of a transcendent rationality of an institutional trait, they are albeit the product of human activity within the core of society, which transcends the purely technical dimension and acquires the character of humanity in the social historical sense. Indeed, the special interests, customs, beliefs, and traditions on which individuals are reared, and even of imagination and myth resources that are at their disposal, down to local rivalries and dynamics, altogether interfere with their perception, and in the community’s the perception of different types of risks, in risk identification, and determination of their sources and response. Risks can be considered, at least in part, as an individual and collective mental representation aimed at predicting a possible future. Therefore, they exist mainly at the heart of the connections that exist between individuals or groups according to their social representations of their reality. In this context, institutional actors, whether specialized or non-specialized ones are subject to the same approach in risk identification, expectations, and in the interpretation of their responses though using conceptual, or theoretical or empirical/operational tools whether simple or complex.
The understanding of risks as such calls for the analyses of risk managers’ perceptions as well as the perceptions of those directly exposed to such risks along with their response practices altogether and at the same time. Since they often share the field, the history, and social, political, and cultural context, which reduces the distinction between the objective and the subjective in dealing with this issue thus, weakening the ability of institutional rationality to anticipate, find solutions, or at least mitigate impact.[10] This is obviously true as these representations can, as in the case of Covid 19 pandemic, turn to a barrier to risk response, resilience and to the success of urgent interventions to mitigate the ascribed impact.
Drawing upon such idea, what are individuals and groups’ representations of risk? How are these representations distinct as per class? Or on cultural ground? Or on geographical-regional affiliations? Or are they gender- grounded representations? Or altogether in their overlaying and overlapping? Do risk managers and risk affected ones hold the same representation? What are the points of the convergence/divergence? Are these representations likely to undergo transformations? How? And when could such shift occur? If so, according to what logic? What methodological tools adopted to enable the extraction, understanding, and setting of operation modalities of such representations? How can the study of representations be endeavored in the development of risk management and response tools? Can such representations be an impediment to the effectiveness of state interventions and competent organizations?
Risks: Individual/Collective Experiences and Response Strategies
The risks and resulting threats resulting there from constitute a favorable climate for the emergence of feelings of psychological vulnerability, a constant sense of danger, and a loss of psychosocial balance. In such contexts, individuals and groups constantly feel that they are, every now and then, potential victims of these risks and thus hold to their “certainty” that these threats can befall them at any time with no apparent warning.[11]The feelings of anxiety, fear, and horror are remarkably prevalent among social categories as the World Health Organization various statistics indicate. These feelings are, in turn, subject to the principle of inequality by time, place and groups.
In more psychological case than one, is such a collective neurosis expressed, albeit seemingly hard to identify yet still predictable. An unfeatured neurosis that cannot be countered, constantly creeping without us being able to determine its impact nor its spark risk. Individuals, groups, and communities devise different strategies to address and adapt to these unexpected risks. While many negotiate such a status by resorting to mitigating risks through clinics, “body and self-care”, therapy and anger and depression management techniques, such options can be expensive and even difficult to access for some groups, who alternatively tend to “disconnect” from the social interaction (disengagement)) and withdraw individually as much as possible in the hope of seeking shelter. Disengagement takes different forms whether individually in search of succour or collectively by disconnecting as evinced in the mass suicide phenomenon pursued by members of the same religious sects members who believe in the phenomenon of “hikikomori” in Japan,[12]which drives many individuals (more than one million people)[13]into seclusion and social isolation from social interaction. This silent disappearance phenomenon, sparked by the widespread of means of communication and electronic games, is currently most prevalent in many countries.
As noted earlier, individuals and groups do not face risks on equal scales. Societies experience situations of unequal distribution among different groups based on the resources available to them. They are thereby distinctly classified into disparate groups to live through those profound, blunt experiences that remain ever vivid in their memories and their psyche.[14]Similarly, not all social categories and peoples experience risk and fear of risk in the same fashion as they are subject, more often than not, to the disruptive impacts of the cultural and psychological perpetual residues ingrained in the collective consciousness on their representations of the concept of risk as mentioned in the previous element. These experiences further allow for a shared life of risk that is thereby shaped around by narratives, through an arduous training, on the carving of individual and collective identities at the test of their risk tribulations.[15]
Accordingly, questions as diverse as the following could be raised: How do different social groups experience risks? How do individuals and groups experiences differ? What factors affect these experiences? What are the effects of risks on the individuals’ psychological and mental health? What are their behavioral implications? What strategies do individuals and groups use to respond to these risks? What are their relationships to the various accountable institutions for risk management and response to their impacts? What are the implications of risk management policies and approaches on the lives of the individual and the group?
Risk: Space and Virtual Borders
Risks have specific areas with commonly clear boundaries, even those of assumptive in nature. Human groups and public policies endeavor to produce and invest in these areas on the human, social, and political scales,[16] mainly in cases of risk mismanagement or failure in risk response become two key factors in re/bequeathing social and political/nonpolitical legitimacy, and in the shaping public opinion. In this context, groups accumulate a legacy of practices and representations concerned with risks control and loss curtailing as much as possible. Therefore, they usually provide the necessary tools and strategies to control risks (administrative breakdown, information systems, warning systems, communication systems, etc.). Risks may generate new geographic areas and spaces considering their occurrence and the ways they are managed (e.g., new preparedness models, new legislation, different lifestyles, and resource technologies, etc.).
As such, risks do not manifest themselves in “uninhabited” spaces but in populated areas, even if there is no population. It often prompts the state, groups, and various actors (central and local authorities, experts, administration, companies, civil society, etc.) to intervene for the “control effectiveness” and to contain and prevent their leakage into neighboring spaces, re-engineering the space and forming social links. As pointed out in a previous element, all of this occurs yet within different representations, perceptions, and practices that may reach disparity levels because they often express interests and visions determined not only by opposing interests but also by contradictory perceptions. Besides cultural, social, and political contexts such perceptions are also governed by the features of the geographical scope in which they arise. Once risk prevention or risk control is sought, they create visible inequalities – which are only categorical cases, constructing a state of “spatial inequality” as well. All that the state/local communities offer to individuals usually evinces a salient rift that divides human groups into “areas’’ “region”, “camps”, “ghettoes” with potential ways of risk response.
In this vein, how are the fields of risk engineered? How are they distributed among different geographical areas? Which spaces are most exposed to risks, and why are certain areas more at risk than others? What mechanisms allow for spatial risk control? Could involved actors be identified? How do risk managers address information risks, and how do they draw spatial boundaries in a virtual world?
Risks: Functionality and Investibility
The idea of risk has been entrenched in the perception of individuals, groups, and states in so far as it has become an excessive “obsession” ambiguously used. These growing concerns have paved the way for making the notion of risk a “science” (risk sciences) taught in universities with a view to properly managing, preventing, and minimizing them for more resilience and least possible losses.[17]Such notion has also been valorized and turned into an investment area whereby knowledge and skills have been developed along with specialized companies instituted to offer their services to “secure” individuals, groups, and even entire countries from imminent risks.[18]
Relevant innovations and patents in this area testify that entire industries and high-quality technologies are undergoing tremendously significant development to secure people from risks. George Orwell's novel “1984” is no longer considered as a science fiction issue but has become a striking reality whose details have become quite assertive across our daily lives. Guarding and protective technology have spread unto all the fabric and finer daily life arteries,[19] turning into a looming hazard through violating individuals’ privacy and personal data.
The constant feeling of threat and unpredictability of hazards makes us more likely to surrender “ourselves and our destinies” to others for risk prevention and protection, albeit at the expense of our freedom, and in search of security, stability, and the pursuit of safety.[20]Such a soft functionality occurs through peoples’ bartering thus, making them, keen on risk prevention and protection in several different locations. How are risk “production patterns” featured? What is the magnitude of risk protection related to economic transactions at the international level? How are all those goods and services promoted? What types of advertising and marketization techniques are used? What are their most prominent effects on the individuals and groups’ level of awareness and perception? What are the major indicators of vulnerability in risk protection and insurance industry? And what type of indicators are they? (quantitative or qualitative). How are such indicators measured? Which developed tools are most appropriate for such a measurement? And how are these indicators able to contribute to risk management and respond to their impacts? Who are the actors that develop measure such indicators? What kind of linkages and coordination level do they share? What is the role of the individual most at risk within these systems? Any respective oversight bodies, whether national or international on their endeavor?
Risks: Management Policies and Prevention Mechanisms
Against most of these pervasive threats, whose sources have diversified and expanded to include all humanitarian activities in contemporary societies, inter alia, sports and recreational spaces (stadium violence, deadly digital games, etc...), societies have built, in the words of Lohmann,[21]well-connected and inextricably bound systems. within the “risk control and prevention industry” set within approaches asserting risk governance.[22]Such usually mingle government policy makers (state, local communities), risk managers and producers, as well as experts and private institutions that have accumulated knowledge and skills in the form of services, keen to prevent and anticipate risks and further Risk-informed development.
The climate of escalating fear of risks has concomitantly created an environment suitable for investment within large economic sectors that devote particular attention to the financial, human, and technical resources of risks (control and guarding technology GT, proactive risk anticipation software, early warning systems, insurance companies, security companies, and multidisciplinary workforce, information systems, and software...). The complexity of risks and the overlap of their components have required solidarity of several institutions, structures, and public and private actors to join hands in securing their cooperation and coordinating their intervention in order to develop strategies and build risk reducing action plans.[23] Risk governance has become, more than ever, a necessity not seeking effectiveness but also aiming at avoiding the multiple forms of deviation that have affected the plans to of risk response .
Multifarious studies have shown that disaster management is tainted with forms of corruption that turn risks into an area for profiteering and illicit enrichment, along with the spread of multiple forms of extortion and fraud. If this enormous arsenal accumulated by societies, even in various forms of risk management sciences and techniques (Kervern's risk analysis: cindynic), has achieved notable progress in the technical field, yet failure continues to haunt it through serious side-effects related to the constantly growing feeling of fear and insecurity, as well as numerous violations of human rights. The legitimacy of “new threats” hunting has allowed some states the right to monitor and eavesdrop on individuals through restricting their fundamental freedoms and putting them in a trade-off between security or hazard response individually. Besides, instances of injustice in extending insurance coverage to all groups and regions.
Could the grounds on which risk management patterns are established be identified? What tools are adopted in such tasks? What are the governance indicators in the field of risk? What are the barriers to the effectiveness of intervention between different actors? How can societies effectively govern risk intervention and management so that they do not creep into corruption? What deviant phenomena do risk management policies create, and how are they addressed d? How could justice and equity be attained in insuring risk security? What are the standards of justice in this area?
In this context, and grounded on diverse questions raised above in the resource paper, our symposium seeks to be an avenue to approach and dive into the world of “new risks”, analyze them, and interpret their many and complex factors and effects from multiple perspectives that reflect multidisciplinaryand inter-complementarity.
We accordingly intend to think outside the box and go beyond the whole range of established ideas put forward by the early economists, pioneers of theory, whose studies focused on the economic and financial risks mainly facing capitalist market institutions. This symposium also aspires to bridge the sociological approach developed by Anthony Giddens and Ulrich Beck during the eighties and nineties of the twentieth century with other, more recent approaches adopting epistemological perspectives namely the psychological approach focusing on the study of emotions, feelings and sensations as, Fear, phobia, terror, panic and a breakdown of trust in the face of growing uncertainties, without overlooking the growing uncertainty and the expansion of unexpected chaos. Allied are the geo-environmental approach on the effects of climate change and the approach to public policies and crisis management.
Therefore, along with the participants’ enriching contributions, the symposium seeks to identify the recent developments in risk theory worldwide from various research perspectives, such as political science, social sciences, the humanities, geography, economics, finance, medicine, health sciences, environmental sciences, agriculture, environmental and ecological sciences, as well as other disciplines of technical dimension as media sciences, communication, artificial intelligence and digital technologies. Special emphasis will be laid on experience provision and comparison whether in the countries of the South or those of the North.
Participation conditions
Project proposals should be sent to the following email address: tn@gmail.com
by January 30th, 2024
- Registration form: The attached form can be filled out on the website (https://rb.gy/qjdpao), with a selection of one of the proposed axes.
- Submission of abstracts: Participants should mention the axis in which they are
- The number of words for the abstract should be around 700, including the title of the presentation, the posed problem, the research methodology, and the main ideas, along with at least five keywords and a concise bibliography. While fully respecting the scientific conditions for writing the paper, footnotes, and the list of references, see: http://carep.tn
- Submission of the full scientific paper (Full Paper): The word count should range between 6000 and 8000
- Final text and summary: For the Arabic language, use the Sakkal Majalla font, size 14, and for other languages, use the Times New Roman font, size 12 (line spacing 5).
- Conference languages: Arabic, French,
- Originality of the research paper: The research should be original and dedicated to the conference, not having been published in any electronic or paper medium, and not having been submitted to any other entity for presentation or publication.
- Publication: The works of this conference will be published later, and participants will be informed
- Inquiries: Contact through tn@gmail.com / (00216) 70 147 384
Important dates
- Date of the conference: November 15th and 16th, 2024
- Announcement date: December 15th, 2023
- Deadline for submitting abstracts: January 30th, 2024
- Date for announcing evaluation results: February 30th, 2024
- Final deadline for accepting full scientific papers (Full Paper): June 30th, 2024
- Final announcement of accepted contributions: August 15th, 2024
Scientific committee
- Mehdi Mabrouk: Professor of Sociolgy at the University of Tunis
- Mounir Saïdani: Professor of Sociolgy at the University of Tunis
- Mohamed Gargouri: Professor of biological engineering at the University of Carthage
- Ali El Hammami: Assistant professor of sociology at the University of Tunis
- Taoufik Belharath: Professor Emeritus of urban geography at the University of Manouba, Tunis
- Riadh Ben Khalifa: Senior lecturer of modern history at the University of Tunis
- Hassan El Moury: Professor of sociology at the University of Tunis
- Sadiq El Hammami : Professor of information and communication sciences at the University of Manouba, Tunis
Notes
[1] Ulrich Beck & Christoph Lau, “Second modernity as a Research agenda: Theoretical and Empirical Explorations in the ‘meta‐change’ of Modern Society,” The British Journal of Sociology, vol. 56, no. 4 (2005), pp. 525-557.
[2]Ulrich Beck, “From Industrial Society to the Risk Society: Questions of Survival, Social Structure and Ecological Enlightenment,” Theory, Culture & Society, vol. 9, no. 1 (1992), pp. 97-123.
[3]Michael Power, “The Risk Management of Everything,” The Journal of Risk Finance, vol. 5, no. 3 (2004), pp. 58-65.
[4]Olivier Hassid, Le management des risques et des crises, 3e éd. (Paris: Dunod, 2011).
[5]Ibid.
[6]Helmut Mausser, & Rosen Dan, “Beyond VaR: From measuring risk to managing risk,” In: Authors Group, Proceedings of the IEEE/IAFE 1999 Conference on Computational Intelligence for Financial Engineering (CIFEr) (New York: IEEE, 1999).
[7]Robert Holzmann, & Valerie Kozel, “The role of social risk management in development: A World Bank view,”IDS Bulletin, vol. 38, no. 3 (2007), pp. 8-13.Haut du formulaire
[8]Ibid.
[9] Ulrich Beck, La société du risque: sur la voie d'une autre modernité, Laure Bernardi (trans.) (Paris: Flammarion, 2001).
[10]Hélène Joffe, “Risk: From perception to social representation,” British Journal of Social Psychology, vol.42, no.1 (2003), pp. 55-73.Haut du formulaire
[11]Jean-Pascal Assailly & Claude Got, La psychologie du risque, TEC & DOC Edition (France: Lavoisier, 2010).
[12]Takahiro A. Kato, et al. “Does the ‘Hikikomori’ Syndrome of Social Withdrawal Exist Outside Japan? A Preliminary International Investigation,” Social psychiatry and psychiatric epidemiology, vol.47 (2012), pp. 1061-1075.
[13]Justin McCurry, “Isolation nation: Japan tries to draw its citizens out of post-Covid seclusion,” The Guardian, 12/5/2023, accessed on 19/12/2023, at: https://bit.ly/41KbzQBHaut du formulaire
[14] Thibault Gajdos, & John A. weymark, “Introduction to Inequality and Risk,” Journal of Economic Theory, vol. 147, no. 4 (2012), pp. 1313-1330.Haut du formulaire
[15]Simon Thompson, “Trust, Risk and Identity,” In: Sean Watson, Anthony Moran, Trust, Risk and Uncertainty (London : Palgrave Macmillan UK, 2005), pp. 26-46.Haut du formulaire
[16] Guy Di Méo, Géographie sociale et territoires (Paris : Nathan, 1998).Haut du formulaire
[17]Linda Schenk et al. “Teaching and Discussing about Risk: Seven Elements of Potential Significance for Science Education,” International Journal of Science Education, vol.41, no. 9 (2019), pp. 1271-1286.Haut du formulaire
[18]René M. Stulz, “Rethinking Risk Management,” In: Donald H. Chew, Corporate Risk Management (Columbia: Columbia University Press, 2008), pp. 87-120.
[19]Ali H. Mokdad, “The Behavioral Risk Factors Surveillance System: Past, Present, and Future,” Annual Review of Public Health, vol. 30 (2009), pp. 43-54.Haut du formulaire
[20]Anthony Giddens, “Fate, Risk and Security,” in: James F. Cosgrave (eds), The Sociology of Risk and Gambling Reader (New York: Taylor & Francis Group, 2006), pp.29-60Haut du formulaire
[21]Niklas Luhmann, La confiance: un mécanisme de réduction de la complexité sociale (Paris: Economica-Collection Études sociologiques, 2006).
[22]Hassid.
[23]Mark C. Stafford& Omer R. Galle, “Victimization Rates, Exposure to Risk, and Fear of Crime,”Criminology, vol. 22, no. 2 (1984), pp. 173-185.