Página inicialTransformations rurales au Maghreb : pratiques, acteurs et enjeux

Página inicialTransformations rurales au Maghreb : pratiques, acteurs et enjeux

*  *  *

Publicado quarta, 29 de junho de 2022

Resumo

لقد مثلت هذه التحولات التي شهدها الريف على مدى التاريخ المغاربي أحد أبرز موضوعات النقاش العلمي خلال العقود الأخيرة وذلك في اختصاصات متعددة كالتاريخ والجغرافيا وعلم الاجتماع وعلم النفس الاجتماعي والاقتصاد والانثروبولوجيا وعلوم الفلاحة (الزراعة) وعلم التخطيط العمراني وعلوم الطاقة، إلخ. لكن رغم هذا الاهتمام متعدد الاختصاصات، مازال إشكال التعريف أبرز الإشكاليات التي تواجه الباحث الذي يتناول مفهوم الأرياف.

Anúncio

دعوة للمشاركة في المؤتمر الدولي

تحولات الأرياف المغاربية: الممارسات والفاعلون والرهانات

16-17 فيفري 2023

 

دعوة:

يعلن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات. تونس ومركز الدراسات والبحوث الاقتصادية والاجتماعية بتونس عن تنظيمهما لمؤتمر دولي بعنوان "تحولات الأرياف المغاربية: الممارسات والفاعلون والرهانات" وذلك أيام 16 و17 فيفري 2023 كما يدعوان الباحثين من مختلف اختصاصات العلوم الإنسانية والاجتماعية إلى المساهمة في فعاليات المؤتمر من خلال إرسال مشاريع ورقاتهم البحثية على البريد الإلكتروني التالي: carep.ceres.colloque.rural.2022@gmail.com ، في أجل أقصاه 15 أوت 2022.

الورقة المرجعية:

شهد حجم سكان المناطق الريفية والقروية في العالم تراجعا لافتا. فقد انحسرت الأرياف نتيجة تسارع وتيرة التحضر والتعمير. ومن ظل من سكان الأرياف مستقرا في مجالاته، حرصت سياسات الدول الحديثة على إخضاعه لسياسات التعمير وإلحاقه بالنسيج الحضري، حتى غدا سكان الأرياف ديمغرافيا أقلية. إذْ يعد سكان الأرياف في العالم ما يناهز ثلاث مليارات ساكن. يشتغل 2.6 مليار منهم، أي بنسبة 86% في قطاع الفلاحة (الزراعة). نعى هنري ميندراس (Henri Mendras)، منذ أكثر من نصف قرن، وهو يدرك هذه المآلات المتوقعة، عالم القرى والمداشر معلنا "نهاية  الفلاحين" وميلاد المهنيين الزراعيين الذين ينظمون إنتاجهم وفقا لنمط الإنتاج الرأسمالي[1]. لكن الأعمال الأخيرة لعديد المختصين في مجال العلوم الاجتماعية (تاريخ، جغرافيا، علم الاجتماع....) تنزع الى تنسيب ما ذهب إليه ميندراس باتجاه الإقرار بتحولات وتغيرات عميقة (نشأة عوالم زراعية جديدة)، لذا اختارت الانزياح عمدا عن استعمال مفاهيم مثل "الريف" و"الفلاحين" وتعويض ذلك بمعجم جديدة يثمن التحولات التي تجري في عالم الزراعة والمزارعين.

تنهض هذه البارديغمات على جملة من الفرضيات الجديدة، إذْ تعتبر أن نسق التحديث الذي زحف على القرى والأرياف لم يكن "مدمرا"، فقد أبدت هذه العوالم الكثير من المقاومة والتكيف والانتقاء.[2] لقد أمكن طرح أسئلة جديدة حول قدرات الفلاحين/المزارعين، والمجتمعات الريفية المحلّية، على إعادة انتاج شروط استمرارها. لهذا يشهد الريف اليوم الكثير من التحوّلات وعلى أصعدة مختلفة. إذْ تتشكل صلبه البنى الاجتماعية وتتفكك وتعيد التشكل باستمرار نتيجة التأثر بتدخلات مختلف الفاعلين. وهو ما يجعله صلب ديناميكية تعكس صيرورة إعادة إنتاج دائمة.

لقد مثلت هذه التحولات التي شهدها الريف على مدى التاريخ المغاربي أحد أبرز موضوعات النقاش العلمي خلال العقود الأخيرة وذلك في اختصاصات متعددة كالتاريخ والجغرافيا وعلم الاجتماع وعلم النفس الاجتماعي والاقتصاد والانثروبولوجيا وعلوم الفلاحة (الزراعة) وعلم التخطيط العمراني وعلوم الطاقة، إلخ. لكن رغم هذا الاهتمام متعدد الاختصاصات، مازال إشكال التعريف أبرز الإشكاليات التي تواجه الباحث الذي يتناول مفهوم الأرياف.

الأرياف المغاربيّة: النظريات والبراديغمات

 تقليديا يتم تعريف "الرّيف" كأسلوب للعيش ناتج عن استبطان ثقافة معينة (المقاربة السوسيولوجية) أو كفضاء يجب تهيئته وتقسيمه بشكل عقلاني (المقاربة الجغرافيّة والعمرانيّة) أو كنشاط اقتصادي من الضروري تنميته عبر تطوير أساليب وعلاقات الإنتاج (المقاربة الاقتصادية). وبقطع النظر عن تعدد المقاربات واختلافها فإن الجامع بينها هو تركيزها على ثلاث أبعاد أساسية: أولا تفوق الأنشطة الزراعية والرعوية على مستوى أشكال التنظيم الاقتصادي والاجتماعي، ثانيا ثقافة مخصوصة يعكسها نظام القيم المهيمن (دور الأسرة، ملكية الأرض، التقاليد، العادات، إلخ) وأنماط العيش (الاستهلاك الذاتي، العمل، التضامن القروي، إلخ) وذلك في تضاد مع القيم التي يحملها سكان المدن، ثالثا خصوصيات نمط استغلال الفضاء واستخدام الموارد الطبيعية (خاصة الأرض والماء)، وذلك من خلال احتلال واسع للنطاق للإقليم ويأتي هذا نتيجة طبيعية للتشتت وانخفاض كثافة السكان.[3] وفي هذا السياق تطرح هذه الورقة جملة من الأسئلة أهمها: كيف يمكن تعريف الريف المغاربي اليوم؟ كيف يمكن رسم حدوده؟ هل يمكن الحديث عن ريف واحد أو عن أرياف متعددة؟ ما هي خصوصياته؟ ما هي أبرز النظريات التي يمكننا من خلالها دراسة الرّيف المغاربي؟ ما هي أبرز المنطلقات النظرية التي ترتكز عليها دراسة الريف؟ ما هي أبرز النقاشات الإبستيميّة التي شهدها هذا المبحث؟ وما هي الرهانات النظرية الحالية والمستقبلية؟

لقد اعتنت العلوم الاجتماعية في الفضاء المغاربي بالريف وتحولاته منذ نشأتها. فقد شهدت الفترة الاستعمارية اهتماما واسعا بدراسة عادات الفلاحين والقبائل والبدو والمجتمعات الريفية المحلّية. فمن بين 48 أطروحة تم مناقشتها في الجزائر في الفترة الفاصلة بين 1880 و1962 في اختصاص علم الاجتماع تناولت 11 منها الفلاحة والفلاحين والمجتمع الريفي وتحولاته. هذا دون الإشارة إلى الاصدارات الأخرى، التي تندرج في سياق الأنثروبولوجيا الكولونيالية والتي كان مؤلفوها من خارج الأطر الأكاديمية (أطباء، عسكريون، رحالة، علماء أحياء...) وركزت بدورها بشكل كبير على مختلف مكونات المجتمع الريفي وديناميات اشتغاله والصلات التي تجمع بين أفراده وأساليب الإنتاج المرتبطة به.[4]

إن العودة إلى هذه الدراسات المؤسسة تمكننا من بناء صورة عن ماضي الريف المغاربي ومعاينة مختلف التحولات التي طرأت عليه نتيجة تعاقب السياسات الوطنية من ناحية والتحولات الكونية التي فرضتها الثورة الصناعية وما تلاها من انتشار للرأسمالية وللنسيج الصناعي من ناحية ثانية. كان هذا الانتشار على حساب عالم الأرياف. وقد أدّى إلى العديد من الأزمات، تطلبت الدخول في برامج لإعادة تأهيل الاقتصاد، مما كان له عميق الأثر. تطرح هذه التغيرات أمامنا عديد التساؤلات أهمها: كيف تطور الريف المغاربي؟ ما هي المراحل التي مر بها؟ ما هي علاقته التاريخية بالسلطة وبالحاضرة؟ كيف تنسج علاقات الإنتاج بداخله؟ وكيف تؤثر على أشكال البنى الاجتماعية التقليدية؟ ما هي آثار المكننة عليه؟ وما هي التحولات التي شهدها خلال الحركة الوطنيّة وما هي مساهمته؟ ما هي أهم التحولات التي طرأت عليه مع صعود الدولة ما بعد الاستعماريّة؟

الأرياف المغاربيّة: تحولات البنى الاجتماعية والأنثروبولوجية

تواصل هذا الاهتمام بالريف المغاربي خلال الفترة ما بعد الاستعمارية. توجّهت البحوث الاجتماعية خلال فترة الاستقلال الأولى، انطلاقا من أواسط ستينات القرن العشرين، نحو دراسة موضوعين أساسيين وهما مقاومة الاستعمار (Décolonisation) في علاقة بالبناء الوطني والتغير الاجتماعي في علاقة بمسارات التنمية والرهانات التي فرضها الإطار السياسي الدولي لفترة ما بعد الحرب العالمية الثانية. كان الهدف من هذا التوجه العام يصبو إلى فهم التغيرات العميقة التي تشهدها المجتمعات المغاربيّة. ففي تونس مثلا تناولت 6 أطروحات من بين الأطروحات العشر الأوائل التي أنجزها جيل رواد الباحثين في علم الاجتماع إشكاليات تتعلق بتحولات المجال الريفي في سياق سياسات التحديث التي تبنتها الدّولة ما بعد الاستعمارية. [5]

لقد أدّت هذه التحولات التي فرضتها سياسات الدولة ما بعد الاستعمارية إلى إشكاليات جديدة من أهمها تراجع مساحة الأرياف بسبب تمدد المدن والنسيج الصناعي وتراجع اليد العاملة الفلاحيّة بسبب الهجرة الداخليّة التي نتج عنها "بلترة" قوى الإنتاج الريفية لتبرز فئات جديدة ولتشهد البنى الاجتماعية التقليدية (العائلة والقبيلة...) تحولات عميقة. لم تمس هذه التحولات المجال الزراعي بما هو نشاط اقتصادي رئيسي في الاقتصاد الوطني فقط. لقد كان لها انعكاسات مباشرة على أشكال البنى الاجتماعية وعلى سياسات استصلاح الأراضي وتوزيعها. وهو ما فرض جملة من الأسئلة أهمها: ما هي علاقة عالم الريف بالتحديث؟ ما هي علاقة الريف بالنسيج الحضري الممتد؟ ما هي أبرز التحولات التي شهدها علم الريف مع صعود الدولة الوطنية؟ ما هي آثار سياساتها وآثار التحولات السياسية التي شهدتها على المجال الريفي؟ ما هي انعكاسات هذه السياسات على البنى الاجتماعية وشبكات التضامن المحلّية؟

الأرياف المغاربيّة: بروز فاعلين اقتصاديين جدد

مع بداية تسعينات القرن العشرين طرأ على دراسات الريف تغيرات جديدة فرضها توسع نطاق العولمة. لقد أثرت العولمة على جل الأسواق من خلال تخفيضها للحواجز الجمركية والإجراءات الحماية التي تفرضها الدول على أسواقها المحلية لحماية اقتصادها. لقد فرضت العولمة تراجعا كبيرا على مستوى دور الدولة وتدخلها في الاقتصاد وقدرتها على التحكم في مجالها الجغرافي الوطني. من ناحية أخرى تزامنت هذه الفترة مع تطور لافت لاستغلال التكنولوجيات الحديثة في تطوير أساليب الإنتاج الزراعي والتصرف في الموارد (الذكاء الاصطناعي، التعديل الجيني...). وهو ما أدّى إلى بروز مخاطر جديدة (المخاطر الايكولوجية، إشكاليات الأمن الغذائي، أشكال التشغيل الهش، غياب الحماية الاجتماعية للعاملات والعمال الزراعيين...).

شهدت الأرياف بروز فاعلين جدد يحتكرون تنظيم القطاع الزراعي. كيانات منظمة ما فوق وطنية (supra-étatique): منظمات دوليّة مختلفة وشركات عالمية عابرة للقارات. بالإضافة إلى جملة من التدخلات الما "تحت قومية" (infra-étatique): على غرار منظمات المجتمع المدني والفاعلون في القطاع الخاص (المقاولون والفلاحيون والشركات والمبادرون الاجتماعيون).

أثر بروز الفاعلين الجدد بشكل أساسي على مجال التنمية الفلاحية والريفية. لقد برزت على الساحة أشكال جديدة للتنظّم وتأطير المنتجين. كما وقف بعض الباحثين على"عودة لإحياء مجموعة من أشكال التنظّم التقليدية" التي سعت الدولة في المرحلة السابقة إلى الحد من نفوذها (التجمعات القبلية والإثنية).[6] خصوصا مع السير نحو تثمين الأشكال التضامنية للإنتاج من خلال تمرير قانون الاقتصاد الاجتماعي والتضامني (التعاونيات، الجمعيات، التعاضديات...). وهو ما يضع أمامنا جملة من الأسئلة الجوهرية: من هؤلاء الفاعلون الجدد؟ ما هي رهاناتهم؟ وكيف تتشكل الصلات بينهم؟ وما هي آثار تدخلاتهم على المجال الريفي وما يحيط به من بنى اجتماعية (تقليدية أو حديثة)؟ ما هي آثار التطور التكنلوجي على هذا المجال؟ وكيف تساهم الديناميكيات التضامنية والابتكار المجتمعي في التخفيف من مخاطر هذه التحولات؟

الأرياف المغاربيّة: المشاركة السياسية والحركات الاجتماعية

تشير عديد الدّراسات إلى أن العلاقة بين السلطة السياسية والمواطنين، خلال الفترة السابقة لما قبل ثورات الربيع العربي، كانت تقوم على "عقد اجتماعي" ضمني يتأسس على توزيع جزء من الموارد المتأتية من ريع الثروات الطبيعية أو غيرها من الأنشطة الاقتصادية في مقابل ضمان الاستقرار الاجتماعي. بنفس هذا المنطق كان هناك ما يمكن اعتباره "عقدا اجتماعيا ريفيا" كان قائما على ضمان الولاء (الاستقرار الاجتماعي) مقابل توزيع الماء والأرض.[7]

لكن خلال السنوات العشر الأخيرة قبل اندلاع تحولات الربيع العربي (2000-2011) شهد هذا العقد العديد من الاختلالات. احتكرت قلة من النخب السياسية والاقتصادية القريبة من السلطة جل الامتيازات في مقابل إهمال شبه مطلق لحاجيات المواطنين. وهو ما نتج عنه تعميق للهوة بين الفئات الاجتماعية. أما على مستوى الريف فقد تمظهر ذلك في احتكار هذه النخب لإدارة الأرض والثروات الطبيعية والمائية وذلك تزامنا مع التحديات البيئة الجديدة التي أدت إلى تراجع الموارد، بالإضافة إلى احتدام التنافس للسيطرة على هذه الموارد ومراجعة كيفية توزيعها. جعل هذا سكان القرى والارياف وخاصة منهم الفلاحون الصغار خارج إطار الاستراتيجيات التنموية للدولة وأدى إلى تهميشها وإلى تهميش الجهات التي يقطنونها.

ساعدت هذه المناخات على اندلاع التحركات الاحتجاجية. وكما تشير الدراسات فإن الشرارة الأولى للتحركات الاحتجاجية في تونس انطلقت من الولايات الداخلية، ذات الطابع الريفي والنسيج الفلاحي الممتد والتي عانت من التهميش (سيدي بوزيد، المكناسي، تالة، القصرين...) طيلة عقود.[8] كما تؤكد العوامل التاريخية على أن هذا الحراك الريفي ليس حالة شاذة، فأغلب الثورات التي عرفتها البلاد على مدى تاريخها كان منطلقها المجال الريفي (ثورة صاحب الحمار، ثورة علي بن غذاهم، أحداث الخبز...). وهو ما تواصل حتّى بعد 2011 ولعل مثال "واحات جمنة" من أبرزها على الإطلاق. وهو ما يقطع مع حصر الحركات الاجتماعية في المجال الحضري ضرورة.

إن هذه الأمثلة المتعددة تنسّب الأفكار المسبقة القائلة بثبات المجتمع الريفي، بل وتدحضها. إن عالم الأرياف يعرف ديناميكية سياسية واجتماعية نشطة ومركبة ودراستها أمر بالغ الأهمية لأن أثرها يمس كل البنى الاجتماعية. لكن ورغم هذه الحركيّة فإن المجال الريفي في بلدان المغرب العربي مازال يعاني من التهميش.[9] وهو ما نعاينه في عديد المؤشرات ولعل من أبرزها ضعف تمثيلية هذه الجهات وضعف تمثيلية القطاع الفلاحي على مستوى الأحزاب السياسية والمراكز القياديّة أو على مستوى المؤسسات الدستورية والحكومية. هذا كما أشارت نتائج الانتخابات إلى وجود ديناميكيات خاصة تحكم التصويت ومجريات الحملات الانتخابية في هذه المناطق (Gana& Van Hamme, 2016) خصوصا على مستوى الانتخابات البلدية. يجعلنا هذا نطرح عديد الأسئلة من أهمها: ما هي خصوصيات الساحة السياسية الريفية؟ ما هي خصوصيات الحركات الاجتماعية في الوسط الريفي؟ ما هي أسس الممارسة السياسية في الوسط الريفي؟ كيف يدار الشأن المحلي؟ ما هي طبيعة الممارسات السياسية لسكان هذا المجال؟ وما هي العوامل المؤثرة على خياراته وانتماءاته؟

الأرياف المغاربيّة: التغيرات المناخية والهشاشة الاقتصادية والامن الغذائي

تشكل التغيرات المناخية أحد أهم الإكراهات أمام التنمية وخاصة في القطاع الفلاحي الاستراتيجي. وتشير كل المؤشرات أن المنطقة المغاربية من أكبر التجمعات السكانية والمجالات التي سوف تتأثر بهذه التغيرات بفعل نقص التساقطات وارتفاع درجات الحرارة والظواهر الطبيعية الحادة والقصويوية المتكررة و جلها يشكل امتدادا ما للصحراء (للصحراء الكبرى) .

تعتبر هذه التغيرات المناخية عالية المخاطر (Risques) من بين الدوافع الأساسية  التي دفعت بالفلاحين / المزارعين المهمشين إلى محاولة التحكم في هذه المخاطر  من خلال تبني عديد "المعقوليات "و الممارسات خصوصا في ضل ندرة  المياه على غرار الخضوع المزمن للمداواة الكميائية... ومن خلال تحليل فارقي بسيط، يمكن القول أن الفئات الاجتماعية الأكثر عرضة لآثار هذه التغيرات هي صغار ومتوسطي الفلاحين والمزارعين والمستغلات العائلية. ولئن كان إعادة منوال التنمية الاستعماري قد أدى إلى اختلال التوازن التنموي بين الريف والمدينة وإلى تفقير سكاني كما وكيفا، فإن التغيرات المناخية ونقص المياه وضعف حوكمتها عوامل أدت بدورها إلى بروز مسارات تفقير متشعبة خاصة في ضل غياب الدولة عن المناطق الريفية (القروية) وتعطل آليات احتواء أزمات الريف المتكررة والمزمنة.[10]

هذا كما طرحت الأزمة الروسية الأكرانية وما انجر عنها من ارتفاع كبير لأسعار القمح بشكل جدي مسألة الأمن الغذائي والسيادة الغذائية في ضل اعتماد عديد البلدان ومن بينها البلدان المغاربية على التوريد كمصدر رئيسي لتموين حاجياتها خصوصا من الحبوب. فما هي الآليات التي وضعت لمجابهة هذا المعطى الموضوعي الجديد؟ وماهي استراتجيات التكيف والصمود (Résilience) للفلاحين لمجابهة التغيرات المناخية ونقص المياه؟ وكيف يمكن   تطويق العجز الغذائي المتفاقم الذي يهدد جل البلدان المغاربية و غيرها؟

الأرياف المغاربيّة: صورة الأرياف في الإعلام والأعمال الفنية

شكل الريف أحد ثيمات الآداب والفنون منذ قرون ولعل الحنين إليه بدى واضحا منذ نشأة النزعة الرومنطيقية التي كان لها تأثيرات مباشرة على الأدب والفنون العربية. فالصورة التي ترسمها لا تخلو من تجميل باذخ لهذا العالم جاعلة منه متحفا للبراءة والطهارة. في حين ركزت الأدبيات الواقعية لاحقا وخصوصا منها الملتزمة على الشقاء والمعاناة التي يعيشها سكان الأرياف بكل من تحمله من صور قاسية ومؤلمة. لم تشذ التعبيرات الفنية التي نشأت في البلدان المغاربية عن هذا المنحى. لقد تميزت هذه الصور بكونها صور تنتجها المدينة عن الريف وتختزله في بعض الأحيان إلى حد السقوط في الوصم. لكن خلال العقود الأخيرة بدأ جزء من النخب الفنية مراجعة هذه النزعة وبناء صورة جديدة للريف المغاربي.

من ناحية أخرى يبقى حضور إشكاليات وقضايا المجال الريفي في وسائل الإعلام (الأخبار، برامج الحوارية...) قليلا مقارنة بما تفرضه هواجس المدينة، ويكاد ينحصر في التداول حول الصعوبات التي يواجهها القطاع الفلاحي، في مقاربة اختزالية تنفي على "عالم الريف" هويته المتكاملة باعتباره نظاما حيويا حمّالا لثقافة لا يمثل النشاط الفلاحي (الزراعي) سوى جزء منه ولا يختزله. هذا ما يطرح أمامنا العديد من الأسئلة وأبرزها: ما هي خصوصيات الصورة التي تقدمها وسائل الإعلام والأعمال الفنية لعالم الريف؟ ما هي الأساليب الفنيةو التواصلية المتبعة؟ هل فتخلصت هذه الصورة من وصم الريف وإعادة إنتاج الصورة النمطيّة عنه؟ ما هي تمثلات سكان الريف لصورتهم المعروضة؟ هل من ممارسات تقليدية ظلت تمانع؟ وما هي الممارسات المبتكرة؟

  • أعضاء اللجنة العلمية:
  • الأستاذ مهدي مبروك
  • الأستاذ يوسف بن عثمان
  • الأستاذ محمد اللومي.
  • الأستاذة هاجر جندوبي
  • الأستاذ حسان الموري
  • الأستاذ محمد نجيب بوطالب
  • الأستاذ رضا بوكراع
  • الأستاذ علي الهمامي
  • الأستاذ محمد الأزهر غربي

تواريخ مهمة:

  • تاريخ انعقاد الندوة العلمية: 16 و17 فيفري 2023
  • تاريخ نشر الإعلان: 15 جوان 2022
  • الموعد النهائي لتقديم الملخصات: 15 أوت 2022
  • موعد الإعلام بنتائج التقييم: 15 سبتمبر 2022
  • آخر موعد لقبول الورقة العلمية الكاملة (Full Paper): 15 ديمسبر 2022
  • الإعلام النهائي بقبول المشاركات: 15 جانفي 2023

V.     شروط المشاركة:

  • ملئ استمارة التسجيل: يمكن ملء الاستمارة المرفقة، أو الموجودة على الموقع: http://carep.tn
  • تقديم الملخصات: يذكر المشارك المحور الذي يشارك فيه. ويراوح عدد كلمات الملخص في حدود 700 كلمة، بما في ذلك عنوان المداخلة، والإشكالية المطروحة، ومنهجية البحث والأفكار الرئيسة، فضلًا عن خمس كلمات مفتاحية على الأقل، وبيبليوغرافيا وجيزة. مع الاحترام التام للشروط العلمية في كتابة الورقة وكتابة الهوامش وقائمة المراجع، انظر: http://dohainstitute.orgأو  http://carep.tn
  • تقديم الورقة العلمية الكاملة (Full Paper): يتراوح عدد الكلمات بين 5000 و7000 كلمة.
  • النص النهائي و الملخص: بالنسبة إلى اللغة العربية يستعمل في ذلك خط Sakkal Majalla، حجم 14، أما بالنسبة إلى اللغات الأخرى، فيستعمل خط Times New Roman،حجم 12 (تباعد الأسطر1.5).
  • لغات الندوة: العربية، الفرنسية، الإنكليزية.
  • أصالة الورقة البحثية: لا ينبغي أن يكون الباحث قد شارك بالورقة نفسها في أي مناسبة علمية أخرى.
  • عنوان المراسلة: ترسل مشاريع المداخلات وجوبًا على عنوان البريد الإلكتروني التالي: ceres.colloque.rural.2022@gmail.com
  • يتحمّل المركز مسؤوليّة ترجمة النصوص من اللغات الأجنبية إلى اللغة العربية.
  • يغطي المركز نفقات السفر والمعيشة. لكن لا يتم دفع أي أجر مقابل المساهمات المقدمة في الندوة.
  • يمتلك المركز حقوق الملكية الفكرية لجميع البحوث المقبولة بشكل حصري.
  • النشر: يتمّ نشر أعمال هذه الندوة في وقت لاحق باللغة العربيّة، ويتمّ إعلام المشاركين بذلك.
  • الاستفسارات: من خلال:tn@gmail.com/(00216) 70 147 384

***

[1]Henri Mendras, La fin des paysans, Paris, A. Colin, 1970.

[2]لحمر، مولدي. (2003) انتقائية التفكك والنمو في الأرياف التونسية: التحولات الحديثة في الصناعات اليدوية المنزلية بسجنان. دار سحر للنشر. تونس.

[3]Jean-Claude Bontron, “Le monde rural : un concept en évolution”, Revue internationale d’éducation de Sèvres, 10 | 1996, 25-30.

[4]Chenntouf, T. (2006). La sociologie au Maghreb: Cinquante ans après. AfricanSociologicalReview/Revue Africaine de Sociologie10(1), 1-30.

[5]Mazzella, S., & Salem, L. B. (2009). Lilia Ben Salem,«Propos sur la sociologie en Tunisie». Genèses, (75), 125-142.

[6]Elloumi, M. (2002). Mondialisation et sociétés rurales en Méditerranée. Paris/Tunis: Karthala/Institut de Recherche sur le Maghreb Contemporain.

[7]Houdret, A., Kadiri, Z., &Bossenbroek, L. (2017). A new rural social contract for the Maghreb? The political economy of access to water, land and rural development. Middle East Law and Governance9(1), 20-42.

[8]Mohamed Elloumi, “La Révolution Tunisienne: Ruralité vs. Urbanité. Quelques réflexions,” La lettre de l’ IRMC 8 (2012).

[9] Alia Gana, “The Rural and Agricultural Roots of the Tunisian Revolution: When Food Security Matters”, International Journal of Sociology of Agriculture and Food, Research Committee on Sociology of Food and Agriculture 19, no. 2 (2012)

[10] Philippe Boudes « Sociological Perspectives on Global Climate Change »ة Compte rendu de document (National Science Foundation, 2009) Dans Natures Sciences Sociétés 2010/3 (Vol. 18), pages 337 à 340

Formato do evento

Evento híbrido (online e no local)


Datas

  • segunda, 15 de agosto de 2022

Palavras-chave

  • تحولات - الريف - المغرب العربي - الممارسات - الفاعلون - الرهانات

Contactos

  • henda ghribi
    courriel : henda [dot] carep [at] gmail [dot] com

Fonte da informação

  • henda ghribi
    courriel : henda [dot] carep [at] gmail [dot] com

Licença

CC0-1.0 Este anúncio é licenciado sob os termos Creative Commons CC0 1.0 Universal.

Para citar este anúncio

« Transformations rurales au Maghreb : pratiques, acteurs et enjeux », Chamada de trabalhos, Calenda, Publicado quarta, 29 de junho de 2022, https://doi.org/10.58079/1976

Arquivar este anúncio

  • Google Agenda
  • iCal
Pesquisar OpenEdition Search

Você sera redirecionado para OpenEdition Search