Announcement
دعوة للمشاركة في ندوة علمية دولية
الشّعبويّة: إحراجات نظريّة، سياقات الانتشار وتجارب مقارنة
20-21-22 ماي/ايار 2021
يعلن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات .تونس، عن بدء استقبال المقترحات البحثية للمشاركة في الندوة العلمية الدولية التي ينظمها بعنوان "الشّعبويّة: إحراجات نظريّة، سياقات الانتشار وتجارب مقارنة" في الفترة 20-21-22 ماي/ايار 2021 بتونس.
الورقة المرجعية
على امتداد أكثر من قرن انتشرت الشّعبويّة ، فكرا وممارسة، انتشارا واسعا. فاستلهمت ألوانا شتّى تنهل من خصوصيّات ثقافيّة وسياسيّة محليّة وتحوّلات إقليميّة وجيوسياسيّة مختلفة. أثمر ذلك تفريعات وتشقيقات جديدة، حتّى بتنا نتحدّث عن شعبويّات خاصّةٍ، نذكر منها على سبيل المثال شعبويّات أمريكا اللاّتينيّة، شعبويّات أوروبا، شعبويّات آسيا، شعبويات إفريقيا ...الخ.
ما كان للشّعبويّة أن تجد كل هذا القبول والرّواج وتخلق حاضنات هامّة لولا تزايد "الطّلب عليها". قد يعود الأمر أيضا إلى أسباب أعمق، تتّصل بالأزمات البنيويّة الحادّة التي رافقت الدّيموقراطيّة (اللّيبراليّة)، وهي فرضيّة تحتاج إلى مزيد النّظر والتّقليب. وممّا يحفّز على تبنّي هذه المقاربة، تلك الجهود النّظريّة المبذولة الحريصة على الارتقاء بالشّعبويّة إلى مرتبة البديل الذي يرى العالم والسّياسة على نحو آخر كفيل بإنقاذ الشّعب من عيوب الدّيموقراطية وأخطارها وتمكينه من تحقيق إرادته وتجسيد سيادته .
يُرجّح العديد من الباحثين أن الشّعبويّة قد استمدّت مشروعيّتها من إخفاقات النّخب خصوصا في أدائها السّياسيّ الذي أنهك الدّيموقراطية عقودا طويلة، إذ تقلّصت المشاركة السّياسيّة وتآكلت القاعدة الشّعبيّة للأحزاب وعزف المواطنون عن الانتخاب والانخراط في الشّأن العام ، في مناخات من السّخط على تنامي نفوذ الأجسام الوسيطة وسرقتها إرادة الشّعب إلى حد الاغتراب. لا شكّ في أن هذه بعض من عوامل ساهمت في صعود الشّعبويّة المثير للانتباه رغم أنّها تظلّ مجرّد فرضيّات لا تحظى بالإجماع لدى العديد من الجماعات العلميّة.
قد يعتقد البعض أن الشّعبويّة مسألة لا تعنينا أصلا وهي التي تلازم ظُهورها مع الدّيموقراطيات التي نشأت في المجتمعات الغربيّة، وأنّ بلداننا ستظلّ بمنأى عنها. غير أن هذا الرّأي يتهافت لأكثر من سبب، أهمها اثنان : الأوّل هو أن بعض البلدان العربيّة قد شهدت في تاريخها السّياسي الحديث أشكالا من الشّعبويّة خصوصا في فترة الاستقلالات الوطنيّة التي أتاحت صعود أنظمة تسلطيّة ادعت أنّها ضمير الشّعب وأنها صوته الأصيل وتجسيد لإرادته، وهو ما أوجد مبررات عديدة كان للزعامات الكاريزمية دور كبير في تثبيتها. أمّا الثاني فهو عائد إلى تأثير الشّعبوبّات الرّاهنة في مجرى الأحداث والعلاقات الدّوليّة، فضلا عن أنها مصدر إلهام للعديد من "الحركات السّياسيّة العربيّة"، كما أن الخطاب السّياسي، حُكمًا و معارضة يتغذّى من معجم الشّعبويّة وممارساتها.
لتحليل هذه الأطروحات وتفكيكها وللإجابة عن عدد من الإشكاليّات التي ظلّت عالقة، يعقد المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بتونس ندوة علميّة دوليّة عنوانها :" الشّعبويّة: إحراجات نظريّة،سياقات الانتشار وتجارب مقارنة"، تطمح هذه النّدوة إلى الخوض في المحاور التّالية:
المحور الأول: الشّعبويّة ،التباس المفهوم وغموض الدّلالة
علينا منذ البداية الإقرار أنّنا إزاء مفهوم حديث لم يتم تداوله في الحقل الأكاديمي إلاّ مؤخرا، وقد ظلّ وقتا طويلا موضوعاً للصّحافة والسّجالات السّياسيّة المحتدمة، ثم ما لبث أن تسلّل تدريجيّا إلى الأدبيّات الاجتماعيّة والإنسانيّة حتّى استقرّ "مفهوما" رغم اللّبس النّظري السّميك الّذي ما يزال يلفّه. ربّما لا تُشكّل الشّعبويّة استثناء، فالمفاهيم تحتفظ عادة بشيء من الغموض مهما ادّعينا وضُوحها، ومع ذلك حافظ مفهوم الشّعبويّة على تفرّده، فظلّ مشدودا إلى وصم يلازمه قلّما أفلح المختصّون في التّخفيف من وطأته.
تباينت زوايا النظر بين الباحثين في الشّعبويّة، فمنهم من اهتمّ بتعبيراتها الاقتصاديّة والاجتماعيّة، ومنهم من ركّز على جُملة من السّلوكات والتّصرّفات التي يتحلّى بها الزّعيم الشّعبوي، الحريص على نسج علاقات حميمة ومتفرّدة بينه وبين الحشود/ الشّعب ومحو جلّ الوسائط المألوفة (خاصة في الحالة الأمريكيّة اللاّتينية)، باعتبارها ترسم مسافة غربة واغتراب بين الزّعيم وشعبه. يذهب البعض الآخر إلى إيلاء مسألة التّواصل السّياسي في الشعبويّة عناية فائقة من خلال التّشديد على أهميّة الأسلوب والخطاب عامّة، ذلك الخطاب الذي يلقى قبولا واسعا ويخلق الاستقطاب بين النّخب الحاكمة من جهة وعموم الشّعب من جهة أخرى. لا شكّ أن هناك معجما غزيرا وسجلاّت عديدة من الممارسات المختلفة التي يتمّ نَظمُها بعناية فائقة، رغم ما تُوهم به من عفويّة تجري على الألسن و تتجسّد في الأفعال.
منذ سبعينات القرن الماضي تمّ الانتباه[1] إلى النّشأة المشوّهة للشّعبويّة والغموض الكبير الّذي يحيط بالمفهوم، خاصّة بعد حضوره المكثّف في التّحاليل السّياسيّة المعاصرة. رغم بعض التّوجه النّظري الّذي يزدري الشعبويّة ويعتبرها "صفة سلبيّة " ويتّهمها بسعيها الدّائم للنّيل من مؤسسّات الحكم والتّشكيك المستمرّ في بدائل الفاعلين السّياسيّين؛ فعلينا ألاّ ننسى أن الشّعبويّة تعتبر هذا الخطاب صادرا عن خصوم، تُقدّمهم كسبب كل الأزمات الاقتصاديّة والاجتماعيّة والسياسية التي تمرّ بها بعض البُلدان .
دعا بعض الباحثين[2] ، الذين ينتقدون بشدّة سعي النّخب السّياسية إلى فرض رؤاها على الجمهور، إلى الحذر من الشعبويّة. لكن رغم الاستعمال المكثّف لمصطلح الشّعبويّة في بعض التّحاليل والحضور القوي للهويّة السّياسية الوطنيّة في الخطاب الشّعبوي، فإنّه لا يمكن عزلها عن تراكم الأزمات وفشل الإصلاحات المقترحة.
يثير مفهوم الشّعبويّة أسئلة كثيرة ومتعدّدة تحوم حول حقيقة القدرات التّحليليّة التي يدّعيها. ومع إقرارنا بأنه يمكن أن تكون إحدى الإجابات الممكنة عن الإخلالات الوظيفيّة للدّيموقراطية وطرائق اشتغالها فإنّها تظلّ "قوّة غضب" وذلك ما يمنح لخطابها نفسا احتجاجيا و"قدرة فعل حقيقيّة"[3]. وعلى هذا النحو، تبدو الشّعبويّة ، كلمة حقيبةً أو مفهوما جرابًا تُعسِّر على الباحثين إمكانيّة حصر دلالاتها وتوضيح معانيها أو شدّها إلى نظام سياسي بعينه أو مضمون إيديولوجي ثابت. نحن فعلا أمام صعوبة بالغة لرسم حدود هذا المفهوم وربّما هذا ما ينزع[4] عن الشّعبويّة الإجماع العلمي حول أدنى دلالتها.
يطرح هذا المفهوم مجموعة من الأسئلة النّظريّة أمام الباحثين وتهمّ في جُلّها السياقات الابستيمولوجيّة المختلفة لاستعمالاته. فماهي هذه السّياقات؟ هل هناك معنى دقيق للشّعبويّة وما هي مخاطر استعمالاتها؟ هل لهذا المفهوم، على افتراض الاتّفاق حول مضمونه، محتوى معرفي واضح أم أنه مشبع بالإيديولوجيا ؟ما هي القدرات التّحليليّة والإجرائيّة لهذا المفهوم؟ كيف يمكن أن نستفيد منه، رغم عديد الاعتراضات النظريّة عليه، في تحليل بعض الأزمات السّياسيّة الحديثة والمعاصرة التي ترافق الديموقراطية؟ ألم يصبح عند البعض مدخلا نظريّا مهمّا لفهم مضامين عديد الحركات الاجتماعيّة وشعاراتها حول سيادة الشعب وإعادة إنعاش الدّيموقراطيّة وتجذير المقاربة التّشاركيّة؟
المحور الثاني: تجارب مقارنة
اندلعت منذ نهاية القرن التاسع عشر، الموجات الأولى للشّعبويّة الأمريكيّة والرّوسية المعتدّة بنفسها آنذاك، وأطلقت معها نقاشا علميّا لم يهدأ بعد، يحتدم فيه الجدل حول تفسير ما حصل. وعلى خلاف كلّ التّوقعات، فإن الشّعبويّة لم يَخبُ بَريقُها وعادت بقوّة في العقود الثّلاثة الأخيرة، واستطاعت أن تُشكّل لها ،أينما حلّت، قاعدة انتخابيّة أوصلتها إلى الحكم أو المشاركة فيه في عدة بُلدان. فمنذ ظهور "حزب الشّعب" الأمريكي الذي دعا أساسا إلى توسيع المشاركة الشّعبيّة في العمليّة السّياسيّة وانفتاح النّخبة السّياسيّة على الفلاّحين في الأرياف لترسيخ الدّيمقراطية، مرورا بالتّجربة الفينيزويلّية الدّاعية إلى توزيع عادل للثّروات ومقاومة التّدخل الخارجي وتمكين الشّعب من السّلطة، نجحت الشّعبويّة، باعتبارها "تيّارا سياسيا" ، في إبراز الإخلالات الوظيفيّة للدّيموقراطية الحديثة واستفادت من الأزمة الاجتماعيّة الخانقة للطّبقة الوسطى وتراجع مكاسب سكّان الرّيف والعمّال وصغار الموظّفين حتّى تحوّلت إلى فاعل سياسيّ حاضر بقوّة، ورقم انتخابيّ لا يمكن التّغافل عنه.
تُقدّم تجربة سيريزا Syriza)) في اليونان أيضا حُججًا إضافيّة على ترابط الشّعبويّة بالسّياقات الاقتصادية الصّعبة، حيث استفادت من الأزمة الاجتماعيّة الخانقة التي مرّت بها البلاد في السّنوات القليلة الماضية، لتتقدّم بديلا اجتماعيّا واقتصاديّا يطمحُ إلى تجاوز هذا الفشل. لا يختلف الأمر كثيرا في فرنسا ، حيث توطّن اليمين الفرنسي في المشهد السّياسيّ عبر خطاب شعبويّ تعاطفت معه فئات ريفيّة هشّة وحضريّة متوسّطة الحال فضلا عن شرائح اجتماعيّة ميسورة. كما لم تسلم الدّيموقراطية الأمريكيّة، التي كان قد أشاد بصلابتها توكفيل، من هذه الشّعبوية التي أتاحت لترامب الحصول على تأييد واسع من الرّيف الأمريكي ونسب تصويت عالية من العمّال وصغار التّجار قبل أن تنقلب موازين القوى لخصمه الدّيموقراطي في انتخابات نوفمبر 2020.
رغم تباين التوجّهات الإيديولوجيّة لهذه التّجارب ظاهريّا فإنّ البعض من الباحثين يعتقدون أنّ لها عدّة نقاط مشتركة في مطالبها السّياسيّة وبرامجها الاقتصاديّة. فماهي الخصائص المشتركة لهذه التّجارب على تنوّعها؟ هل نحن إزاء "متلازمة" أم "إيديولوجيا" أم "حركة اجتماعيّة"؟ هل يمكننا تجاوز السيّاقات الجيوسياسيّة من أجل الظّفر بحصر الخصائص المشتركة لظواهر توصف بالشّعبويّة في سياق أوروبي، أمريكي، لاتيني ،إفريقي، أو عربي؟ هل يمكن أن نعتمد على اعترافات الزّعامات والقيادات، مهما كانت رُتَبها ومواقعها، بأنّها شعبويّة حتى يتمّ تصنيفها كذلك ؟ هل يكفي نعت البعض للخصوم أو الحلفاء بالشّعبويّة حتى يكون حجّة على دقّة التّصنيف؟ ألم يعد نعت الغير بالشّعبويّة أداة فعّالة في الصّراع السياسيّ ودعاية له في ظلّ علوّ مكانة الشّعبويّة في السّنوات الأخيرة وتحوّلها إلى خصلة إيجابيّة يتزايد الطّلب عليها؟ هل بالإمكان أن نتكلّم عن الشّعوبيّة بحياد؟ هل تُقدّم الشّعبويّة مضامين بديلة لتجاوز أزمة الدّيموقراطية والمؤسّسات الحاكمة، وهل تمنح المواطنين إطارا مجدّدا لسلوكات النّخب السّياسية وغيرها؟ ما العوامل التي رافقت صعود بعض الحركات السّياسيّة "الشّعبويّة" إلى الحكم في بلدان أوروبيّة وفي جنوب أمريكا وشمالها وغيرها من البلدان الاخرى؟ هل تخلّت هذه الحركات عن جزء كبير من برامجها الاقتصاديّة والسّياسيّة والاجتماعيّة حين مارست الحكم وباشرت السّلطة فغدت أكثر واقعيّة؟ هل نجحت الحركات "الشّعبويّة" في سحب ملفّات وقضايا، ظلّ اليسار يحتكرها لسنوات عديدة ؟ وأخيرا هل استقطبت الشّعبويّة جمهورا من النّاخبين وفئات اجتماعية مختلفة كانت تُعتبر مخزونا سياسيّا وتصويتيّا وفيّا لخصومها ، ما عدّهُ البعض سطوا واستيلاء على هذه الموارد ؟
المحور الثالث: شعبويّات عربيّة
عرفت بعض البلدان العربيّة منذ الموجات الأولى للاستقلال خطابات شعبويّة مختلفة عبّرت مُبكّرا عن هذه النّزعة. لقد كانت النُّخب الحاكمة الصّاعدة حريصة على إثبات أصولها "الشّعبية" ووفائها المطلق للشّعب الذي نكّلت به، حسب اعتقادها، أنظمة سابقة تحالفت مع الاستعمار. كانت هذه الأنظمة وهي تستند إلى إيديولوجيّات ومشارب مختلفة (وطنيّة ، يساريّة ، عروبيّة، تحرريّة ...) في سياقات سياسيّة شديدة التّباين "تُؤسطر" مقولة الشّعب وتدّعي احتكار تمثيله، وهو ما يفسّر معاداتها لمبدأ التّمثيليّة كما نصّت عليه الدّيموقراطية اللّيبيرالية، فشرّعت إلى إلغاء الانتخابات بحكم انتفاء الحاجة إليها ، وهي التي تُجسّد إرادة الشّعب حسب ادّعائها .
كانت الشّعبويّات العربيّة ذات توجّهات سلطويّة استبداديّة فقامت، باسم الشّعب وإرادته، بتخوين الأحزاب وإلغائها، حلّ المجالس النّيابيّة الخ. إذا كانت الشّعبويّات الاخرى تدّعي إصلاح الدّيموقراطية وتخليصها من عيوبها، فإن الشّعبويّات العربيّة كانت معادية لها أصلا.
مع اندلاع الثّورات العربيّة برزت موجة جديدة من الشّعبويّة ، استطاع خطابها أن يعبئ فئات واسعة من المناصرين والمتعاطفين وأن يؤثّر على مجرى الأحداث ويسبغ على الثّقافة السّياسيّة ألوانا خاصّة تغذى الخطاب السّياسيّ من مفردات جديدة وعرف المشهد السّياسيّ ممارسات غير مألوفة. ينزع هذا الخطاب الشّعبويّ لدى حامليه، وهم من ذوي توجّهات سياسيّة وإيديولوجيّة مختلفة ومتناقضة قادمة من أصول اجتماعيّة غير متجانسة. ويدعو إلى إدانة ما تمخّض عن الانتقال الدّيمقراطي من " فوضى سياسيّة وتراجع سيادة الدّولة وسلطتها وتفقير للشّعب والتّحايل على إرادته". لهذه الأسباب فإنه يدعي استعادة صوت الشّعب الأصيل.
كان الشّعار السّحري المرفوع " الشّعب يريد" من قبل بعض الفئات بمثابة الشّهادة التي تُثبت ، حقيقة أو وهمًا، أنّ تلك الحشود ناطقة باسم الشّعب، عالمة بنواياه ومدافعة عن مصالحه؛ ولا زال الشّارع "بازارا" سياسيّا يعرض ما يريده الشّعب. لم تفلح الكثير من ابتكارات الدّيموقراطية و عنفوان المجتمع المدني في احتواء هذا المدّ الغامر. تذكّرنا هذه الممارسات : اعتصامات ، مظاهرات، تنسيقيّات، شبكات اجتماعيّة للتّواصل، رغم فعاليّتها في حالات عديدة، بأنها شكل من أشكال الدّيموقراطية المباشرة التي تطمح إليها بعض الشعبويّات الحاليّة.
يحمل هذا الخطاب الشّعبوي، المنتشر لدى نخب سياسيّة عديدة، في طيّاته نقدا صريحا و لاذعا لضعف أداء المؤسسّات السّيادية والنّخب الحاكمة وانعدام الثّقة في المؤسّسات الدّيموقراطية[5] . ويعتبر أن هذه النُّخب قد تنكّرت لـــــــ"وعودها الثّورية" الواردة في حملاتها الانتخابيّة. كما استطاع هذا الخطاب ،في حالات عديدة، أن يكون على رأس حركات احتجاجيّة ويفتكُّ الصّدارة الاعلاميّة وينجح في "تأليب" جزء من الجمهور العريض على النُّخب و"يصنع" رأيا عامّا مواليًا له.
تغذّى الخطاب الشّعبويّ العربيّ من أزمة المؤسّسات الدّيمقراطية المنتخبة وسوء اشتغالها، علاوة على هزال المكاسب الاجتماعيّة والاقتصاديّة التي وعدت بها قوى التّغيير. كما استغلّت الشّعبويّة العربيّة تعطّل الانتقال الدّيمقراطي في أكثر من مكان لتُشدّد من هجوماتها عليه. وذلك ما يدفعنا إلى أن نتساءل عن: العوامل والسّياقات القطريّة والعربيّة التي سمحت ببروز هذا الخطاب ونشأته وتوسّعه؟ ما هي سماته؟ ما هي مضامينه ؟ ما هي قدراته التعبويّة؟ ما مدى نجاحاته وما مؤشّرات إخفاقه؟ هل فعلا هو خطاب متلاعب؟ ما منطقه الخاص في نقده للأوضاع السّياسية والاقتصاديّة؟ كيف استفاد من تنامي الفوارق الاجتماعيّة وتفاقم اللاّمساواة؟ و أخيرا هل يمثل هذا الخطاب الشّعبوي حقيقةً محرّكا للتّغيير الاجتماعيّ ؟
المحور الرابع: التّجربة التونسيّة
تُمثّل تونس حالة دالّة لفهم تحوّلات الخطاب السّياسي، خاصّةً في ظلّ تنامي انعدام الثّقة في مختلف النُّخب السّياسيّة. لقد برزت تعبيرات سياسيّة وانتخابيّة استثمرت في النُّفُور الشّعبيّ من النّشاط الحزبيّ واستهجانه وازدرائه. مثّلت الشّعبويّة ،بهذا النّزوع، محاولة في تجديد أشكال العمل السّياسي والتّعبئة واستثمرت في أنشطة سياسيّة (تنسيقيات، منتديات، حركات...)،وصاغت خطابا نقديّا "للسّيستام" القائم، موظّفةً ما عدّته ثغرات ونقائص ومعضلات تنخر "الدّيمقراطية التّونسية" حتّى نجحت في الحصول على مقاعد برلمانيّة، "فحرّرت" المجال السياسيّ نسبيّا من "العلامات الحزبيّة التّقليديّة".
استفادت هذه القوى السّياسيّة الصّاعدة من تردّي الأوضاع الاجتماعيّة والاقتصاديّة التي عصفت بالفئات المتوسّطة والضّعيفة خلال عشريّة الانتقال الدّيمقراطيّ، واتّخذت هذه الكيانات السّياسية المتنامية صيغا غير تقليديّة (المحتوى- الأساليب- طرق الدّعاية..) في حملاتها الانتخابيّة والسّياسيّة، ولم تربط حضُورها في الفضاء العام وتَرشُّحها لمختلف المناصب والهيئات بالمُثل الثّوريّة أو التّاريخ النّضالي، بل بمهارات وخبرات تسويقيّة وتقنيّات استمالة الجماهير والقرب الميداني منها. كما اقترحت في الآن ذاته "سلّة" جديدة من البدائل والتّوصيات التي ترى أنها الكفيل الأوحد للخروج من الأزمة.
تكثّفت "قوّة" هذا التّيّار ولا زالت ،في مزجه بين "ادّعائه" روح الوطنيّة والطّهارة والدّفاع عن هيبة الدّولة ووجاهة بدائله، ليُقدّم نفسه على أنه حامي الشّعب والوطن . وفّرت هذه المقاربة لأصحابها ديناميّات جديدة للدّعاية مكّنتهم من بروز إعلامي لافت نالوا به "إشعاعا" وفرصا للتّأثير الواسع في الخزّان الانتخابي واحتلال مواقع متقدّمة في المؤسّسات المنتخبة التي شكّلت لهم قلاعا وحصونا رسميّة مُهمّة.
يزعم هذا "المزاج الشّعبوي" أنّه ليس مجرّد خيار جديد في السّياسة والاقتصاد، بل هو بديل وحيد قادر على إعادة صياغة المشهد السّياسي الوطنيّ. لقد استفادت الشّعبويّة في تونس من ديناميّات واضحة استلهمت منها أفكارها وحلولها في سياق عرفت فيه مؤسّسات الحكم تَكَلُّسا. كما مثّلت الحركات الاحتجاجيّة المتناميّة، على اختلاف أشكالها ومضامينها، سياقا اجتماعيّا ملائما تغذّى منه الخطاب الشعبويّ، حدّ الادّعاء أنه الممثّل الوحيد والشّرعي لجهة أو فئة أو قطاع. يدفعنا ذلك إلى أن نتساءل عن خصائص الخطاب الشّعبوي في "التّجربة التّونسيّة" و إلى من يتوجّه وما هي مفرداته؟ كيف استثمر هذا الخطاب في المزاج النفسيّ المتبرّم لدى فئات واسعة؟ هل استفادت الشّعبويّة حقّا من مراكز نفوذ "الأيادي الخفيّة"؟ إلى أي مدى ساهم تعثّر الانتقال الدّيمقراطي في خلق حواضن للخطاب الشّعبوي؟ كيف يمكن أن تصمد الدّيمقراطية وتتعافى من أمراضها وهي تواجه الشّعبويّة ؟ وأخيرا هل لعبت السّياقات الجيوسياسيّة والإقليميّة دورا في تغذّية هذا الخطاب وانتعاشته مؤخّرا؟
الهيئةالعلمية
منير كشو: أستاذ تعليم عالٍ، وباحث في الفلسفة الاجتماعية، معهد الدوحة للدراسات العليا.
منير السعيداني: أستاذ تعليم عال وباحث في علم الاجتماع بالمعهد العالي للعلوم الإنسانية، جامعة المنار، تونس.
مهدي مبروك: أستاذ تعليم عالٍ، وباحث في علم الاجتماع في كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، جامعة تونس. مدير المركز العربي للأبحاث ودارسة السياسات، فرع تونس.
بوحنية قوي: أستاذ جامعي بجامعة قاصدي مرباح، كلية الحقوق والعلوم الاقتصادية، ورقلة، الجزائر.
محمد الامام: أستاذ باحث في العلوم السياسية، جامعة جندوبة. ومتحصل على شهادة التأهيل الجامعي لإدارة البحوث من كلية الحقوق والعلوم السياسية بتونس.
محمد فاوبار: باحث مغربي، أستاذ في علم الاجتماع ، يشغل منسق وحدة بحث: التعليم والسياسات الاجتماعية بمختبر التنمية الاجتماعية، جامعة فاس، المغرب.
محمد الرحموني: أستاذ محاضر في الحضارة العربية، جامعة المنار، تونس.
أيمن بوغانمي: أستاذ مساعد في الحضارة البريطانية والأميركية، جامعة القيروان، تونس.
شاكر الحوكي: أستاذ مساعد في القانون العام والعلوم السياسية بكلية الحقوق والعلوم السياسية، جامعة المنار، تونس.
أسماء نويرة: أستاذة باحثة في العلوم السياسية بكلية الحقوق والعلوم السياسية بتونس، جامعة تونس.
أحمد إدعلي: أستاذ محاضر في العلوم السياسية ورئيس شعبة العلوم القانونية والسياسية، ومدير فريق البحث في الدراسات السياسية والدولية بجامعة ابن طفيل، القنيطرة، المغرب.
محرز الدريسي: باحث في علم النفس التربوي، وخبير في الإعلام المدرسي و الجامعي.
عادل العياري: أستاذ مساعد، وباحث في علم اجتماع المؤسسات، جامعة تونس(مقرر اللجنة العلمية(.
تواريخ مهمة
- تاريخ انعقاد الندوة العلمية: 20-21-22 ماي/ايار 2021.
- الموعد النهائي لتقديم الملخصات: 14 فيفري/فبراير 2021.
- موعد الإعلام بنتائج التقييم: 28 فيفري/فبراير 2021.
- آخر موعد لقبول الورقة العلمية الكاملة Full Paper: 18 افريل/نيسان2021.
شروط المشاركة
- ملء استمارة التسجيل: يمكن ملء الاستمارة المرفقة، أو الموجودة على الموقع http://carep.tn، مع اختيار أحد المحاور.
- تقديم الملخصات: يذكر المشارك المحور الذي يشارك فيه. ويراوح عدد كلمات الملخص بين 500و700 كلمة، بما في ذلك عنوان المداخلة، والإشكالية المطروحة، ومنهجية البحث والأفكار الرئيسة، فضلًا عن خمس كلمات مفتاحية على الأقل، وبيبليوغرافيا وجيزة. مع الاحترام التام للشروط العلمية في كتابة الورقة وكتابة الهوامش وقائمة المراجع، انظر:http://dohainstitute.orgأوhttp://carep.tn
- تقديم الورقة العلمية الكاملة: يراوح عدد الكلمات بين 5000 و7000 كلمة.
- النص النهائي و الملخص:بالنسبة إلى اللغة العربية يستعمل في ذلك خط Sakkal Majalla، حجم 14،أما بالنسبة إلى اللغات الأخرى، فيستعمل خط Times New Roman،حجم 12(تباعد الأسطر1.5).
- لغات الندوة: العربية، الفرنسية، الإنكليزية.
- أصالة الورقة البحثية:لا ينبغي أن يكون الباحث قد شارك بالورقة نفسها في أي مناسبة علمية أخرى.
- عنوان المراسلة: ترسل مشاريع المداخلات وجوبًا على العنوان الإلكتروني التالي: scientifique@carep.tn
- النشر:يتمّ نشر أعمال هذه الندوة باللغة العربية في وقت لاحق، ويتمّ إعلام المشاركين بذلك.
- يتولى المركز ترجمة النصوص من اللغات الأجنبية إلى اللغة العربية.
- يتولى المؤتمر تغطية نفقات التنقل والإقامة، و لا يمنح أي مكافأة عن أي بحث قُدم في المؤتمر، وللمركز حقوق الملكية الفكرية للبحوث المقبولة.
الاستفسارات: من خلال البريد الإلكترونيa.scientifiques@carep.tn، أو الهاتف:(00216) 70 147 384.
[1]Ernesto Laclau, La Raison populiste (Paris :Seuil, 1978).
[2]Christopher Lasch, La Révolte desélites et la trahison de la démocratie, trad Christian Fournier (Paris : Flammarion, 2010)
[3]Pierre Rosanvallon , Le Siècle du Populisme, : Histoire, théorie, critique( Paris : Seuil, 2020).
[4]Cf ; Pierre -André Taguieff, « le populisme et la science politique, du mirage conceptuel au vrais problème », Revue d’histoire, N°56, (1997) ; Pierre- André Taguieff, l’illusion populiste. De l’archaïque au médiatique (Paris : Berg International, 2002). ;
[5] عزمي بشارة، في الإجابة عن سؤال: ما الشعبوية( بيروت: المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، 2019).
Le Centre arabe pour les recherches et l’étude des politiques en Tunisie(CAREP), annonce l’ouverture de réception des propositions de recherche en vue de la participation au colloque international qui se tiendra les 20-21-22 mai 2021 en Tunisie, sur « Le Populisme : dilemmes théoriques, contextes de propagation et expériences comparées. »
L’argumentaire
Si la plupart des chercheurs s’accordent sur l’aspect moderne du populisme, ceci ne doit en aucun cas entamer notre volonté de mieux scruter les premiers balbutiements de ce phénomène ainsi que ses origines depuis l’antiquité. Etudier les racines historiques du populisme, que certains ramènent aux temps anciens, n’est en fait qu’une tentative d’enracinement, battue parfois en brèche par les changements de sens et pratiques, survenus au cours des transformations postérieures de ce phénomène. Ce dessein critique paraît de prime abord intenable, pour des considérations multiples, parmi lesquelles il faut énumérer les changements subis par le populisme, en tant que concept et pratique, à un point tel, qu’il a failli perdre ses aspects premiers. Probablement, les débuts véritables de ce phénomène, convergent selon ces chercheurs, avec l’émergence de la démocratie moderne qui souffrait prématurément de maux multiples.
Durant plus d’un siècle, le populisme, comme pensée et comme pratique, connut une large expansion, prenant des formes innombrables qui s’inspiraient des spécificités culturelles et politiques locales ainsi que des différentes transformations régionales et géopolitiques. Il en résulta l’apparition de ramifications et de fissures nouvelles, à un point tel, qu’on commença à évoquer des populismes spécifiques, comme, à titre d’exemple, les populismes de l’Amérique latine, les populismes d’Europe, les populismes d’Asie, et les populismes d’Afrique … etc. Aussi, faut-il souligner que le populisme n’aurait jamais eu tout ce succès, ni pu créer ces grands foyers, sans cette « demande » allant crescendo. On peut aussi évoquer d'autres raisons plus profondes à un tel succès, liées aux crises structurelles aiguës qui avaient accompagné le cheminement de la démocratie libérale. Mais cette dernière hypothèse a besoin d’être vérifiée de plus près. Néanmoins, ce qui rend cette approche fiable et plausible, ce sont les nombreux efforts de théorisation dont le but consiste à faire du populisme une réponse alternative acceptée par le monde et la politique et jugée à même de sauver le peuple des défauts et dangers de la démocratie, et de lui permettre de réaliser pleinement sa volonté et sa souveraineté.
Nombre de chercheurs ont tendance à croire que le populisme tire sa légitimité des échecs des élites notamment dans leur prestation politique qui a usé la démocratie durant de longues décennies. Ainsi avons-nous assisté à la régression de la participation politique et à l’usure de la base populaire des partis. Les citoyens se sont détournés des urnes et de la chose publique. Le tout dans une ambiance d’exaspération contre l’accroissement du pouvoir des corps intermédiaires accusés d’avoir usurpé la volonté du peuple qui se sent désormais étranger chez-lui. Ce sont là, sans doute, quelques facteurs qui ont participé à la montée du populisme. Mais, faut-il encore le souligner, ces remarques ne sont que des hypothèses sur lesquelles les sociétés scientifiques ne sont pas tout à fait unanimes.
D’aucuns d'entre nous, croient que le populisme, dont l’apparition avait coïncidé avec le début des démocraties libérales dans les sociétés occidentales, est une question qui ne nous concerne pas du tout et que nos pays resteraient à l’abri de ce phénomène. Seulement, cette idée est fallacieuse et ce pour deux raisons. La première consiste au fait que certains pays arabes ont connu dans leur histoire politique moderne des formes de populisme, notamment au moment des indépendances nationales, qui ont permis à des régimes despotiques, d’arriver au pouvoir. Lesquels régimes n’ont cessé de clamer qu’ils représentent la conscience et la voix originale du peuple et qu’ils sont la cristallisation même de sa volonté. Tout ceci a conduit à d’innombrables justifications pérennisées par des leaderships charismatiques qui en ont assumé un grand rôle. Quant à la deuxième raison, elle provient de l’influence des populismes actuels dans les évènements du moment ainsi que dans les relations internationales. D’autant plus que ces populismes sont une source d’inspiration pour plusieurs « mouvements politiques arabes » ; aussi le discours politique du pouvoir en place, tout comme celui de l’opposition, s’alimentent-t-ils du lexique et de l’exercice du populisme.
Pour analyser et décortiquer ces thèses, et pour répondre à un certain nombre de questions posées par les problématiques en suspens, le CAREP organise un colloque international intitulé : « le populisme : dilemmes théoriques, contextes de propagation et expériences comparées », qui abordera les axes suivants :
Axe I : Le populisme, confusion du concept et ambiguïté de la signification »
Il nous faut, de prime abord, reconnaître que nous sommes face à un concept nouveau qui n’a été abordé que récemment dans les sphères académiques. En revanche, ça fait un long moment qu’il ne cesse d’alimenter la presse ainsi que les controverses véhémentes entre les politiques. Puis il s’est introduit progressivement dans la littérature sociale et humaine jusqu’à devenir « un concept » malgré l’épaisse ambiguïté qui l’entoure encore aujourd’hui. Cet aspect des choses n’est peut-être pas propre qu’au populisme, car les concepts gardent en général un certain mystère, et ce nonobstant notre hâte de prétendre à leur clarté. Cependant, le concept du populisme garde une singularité qui le différencie, et reste attaché à une stigmatisation qui lui colle et que les spécialistes ont rarement réussi à atténuer.
Les points de vue à l’égard du populisme varient d’un chercheur à l’autre. Certains se sont intéressés à ses manifestations économiques et sociales. D’autres se sont focalisés sur certains comportements et agissements qui caractérisent le leader populiste; celui qui est attentif à ce que des relations chaleureuses et singulières soient établies entre lui et la masse / peuple, et qui entend effacer toutes les barrières habituelles (surtout dans le cas de l’Amérique latine) qui peuvent créer une distance et un hiatus entre le leader et son peuple. D’autres chercheurs quant à eux, donnent à la communication politique du populisme une place de choix en insistant sur l’importance du style et, d’une façon plus générale, sur l'importance du discours qui trouve un large écho auprès du peuple et crée une symbiose entre celui-ci et son élite politique. Il existe de toute évidence un lexique très riche et de nombreux registres de mots, paroles et pratiques qui sont préparés et organisés à l’avance très soigneusement, malgré la spontanéité apparente des faits et des gestes.
Depuis les années soixante-dix du siècle dernier, et suite à sa présence intense dans les analyses politiques contemporaines, on s’est rendu compte[1] de la naissance déformée du populisme ainsi que de la grande ambiguïté du concept. Alors qu'il existe une tendance théorique à mépriser le populisme, à le considérer sous un « aspect négatif », à l’accuser de chercher sans cesse à enfoncer les institutions du pouvoir et de semer toujours le doute quant aux alternatives proposées par les acteurs politiques; le populisme quat à lui considère ce discours comme émanant de ses ennemis, ceux qu'il considère comme étant la cause de toutes les crises économiques, sociales et politiques que rencontrent certains pays.
Ainsi, certains chercheurs[2] ont-ils appelé à être prudent lorsque le populisme accuse avec véhémence les élites politiques d’imposer leurs vues sur le public. Pour cette raison, malgré l’utilisation à outrance du vocable « populisme » dans certaines analyses, et même si l’identité politique nationale est trop présente dans le discours populiste, l'on ne peut dissocier ce dernier des contextes de crises et de l’échec des réformes politiques proposées.
En fait, le concept du populisme soulève beaucoup de questions très variées, qui tournent autour de la véracité crédible des capacités analytiques qu’il prétend détenir. Mais, tout en acceptant que l’une des réponses plausibles puisse bien provenir des manquements fonctionnels de la démocratie et de sa manière de travailler, il n’en reste pas moins que le populisme constitue une « force de colère » ; et c’est ce qui donne à son discours un élan contestataire et « une véritable capacité d’action »[3].
De la sorte, le populisme nous paraît comme un terme et un concept fourre-tout. Dès lors, la possibilité de cerner sa signification, clarifier ses sens, ou bien le rattacher à un système politique précis ou à un contenu idéologique fixe, devient un exercice fastidieux. Ainsi, nous nous trouvons donc face à une grande difficulté pour tracer les contours de ce concept. C’est cet aspect qui prive[4], peut-être, le populisme d'un consensus scientifique autour de sa signification.
Le populisme pose aux chercheurs un nombre de questions, qui touchent pour la plupart d'entre elles, les différents contextes épistémologiques pour l’utilisation de ce concept. Quels sont donc ces contextes ? Existe-t-il un sens précis du populisme et quels sont les risques de son utilisation ? Et à supposer qu’il y ait un consensus sur sa signification, ce concept a-t-il un contenu de connaissance clair ou bien il n’est qu’idéologie ? Quelles sont ses capacités opératoires et analytiques ? Comment peut-on en tirer profit, malgré le lever de bouclier à son encontre, dans l’analyse de certaines crises politiques modernes et contemporaines qui accompagnent la démocratie ? Ce concept, n’est-il pas devenu pour certains une entrée théorique importante en vue de saisir le contenu et les problématiques de nombreux mouvements sociaux et leurs slogans clamant la souveraineté du peuple, la revitalisation de la démocratie et l’enracinement de l’approche participative ?
Axe II : expériences comparées
Les premières vagues populistes américaines et russes, sûres d’elles à ce moment-là, ont vu le jour à la fin du dix-neuvième siècle. En même temps un débat scientifique animé les a accompagnés et continue toujours à faire rage autour de l’explication de ce qui s’était passé. Et contrairement à toute attente, loin de décliner, le populisme est revenu en force au cours des trois dernières décennies. Il a réussi à se faire une base électorale qui l’a parachuté à la tête du pouvoir ou en tant que force politique associée à celui-ci, dans de nombreux pays. En effet, depuis l’apparition du « parti du peuple » américain qui a appelé essentiellement à l’élargissement de la participation populaire dans la vie politique, et l’ouverture de l’élite politique sur la paysannerie pour consolider la démocratie , en passant par l’expérience vénézuélienne qui a appelé à une juste répartition des richesses, à lutter contre l’ingérence étrangère et à rendre le pouvoir au peuple ; nous pouvons affirmer que le populisme ait réussi, en tant que courant politique, à montrer les dysfonctions et les défaillances de la démocratie moderne. Il a également tiré profit de la crise sociale aigüe frappant la classe moyenne, ainsi que de la décroissance des acquis sociaux de la population rurale, de ceux des ouvriers et des petits salariés, pour se transformer en un acteur politique présent avec force et un atout électoral qu’on ne peut ignorer.
Par ailleurs, l’expérience de SYRIZA en Grèce nous donne elle aussi raison sur ce que nous venons d'avancer à propos de la forte corrélation entre le populisme et les contextes de crises économiques. En effet, le populisme a su tirer profit de la crise sociale aigüe qui a frappé le pays ces dernières années pour se présenter comme étant une alternative sociale et économique à même de dépasser cet échec. La situation n’est pas très différente en France, où la droite française a montré une capacité de s’implanter durablement dans le paysage politique grâce à un discours populiste récoltant la sympathie des catégories paysannes fragiles, des catégories citadines moyennes, et même celle de certaines couches sociales aisées. La démocratie américaine, dont la solidité a été vantée par De Tocqueville, n’a pas échappé, elle non plus, au populisme. Ce dernier a permis à Donald Trump d’avoir un large soutien de la part du monde rural aux Etats-Unis, et d’une grande partie du vote des ouvriers et des petits commerçants, avant que la vapeur ne soit renversée en faveur de son rival démocrate Joe Biden, durant les élections de Novembre 2020.
Nonobstant la diversité des tendances idéologiques de ces expériences, elles ont de nombreux points communs au niveau des revendications politiques et des programmes économiques. Quels sont donc les aspects communs, de ces différentes expériences? Sommes-nous face à un « syndrome », une « idéologie », ou un « mouvement social » ? Peut-on dépasser les contextes géopolitiques afin de réussir à cerner les aspects communs des phénomènes taxés de populisme, dans des environnements, européen, américain, latino-américain, africain ou arabe ? Quelle crédibilité prêter aux déclarations des leaders et dirigeants, peu importe leur grade ou leur position, qui s’auto-réclament populistes ? En même temps, peut-on prendre pour argent comptant le fait que l’un des acteurs traite un adversaire ou un allié, de populiste ? Le fait de traiter quelqu’un de populiste, n’est-il pas devenu une arme efficace dans la lutte politique, tant le populisme est devenu ces dernières années une qualité bien prisée ? Comment peut-on parler du populisme avec neutralité ? Le populisme propose-t-il un contenu alternatif pour dépasser la crise de la démocratie et celle des institutions gouvernantes? Offre-t-il aux citoyens un cadre qui renouvelle les comportements des élites politiques ? Quels sont les facteurs qui ont accompagné l’arrivée de certains mouvements politiques populistes au pouvoir en Europe, en Amérique du Sud, en Amérique du Nord et en d'autres pays ? Ces mouvements, une fois au pouvoir et devenant plus réalistes, ont-ils abandonné une grande partie de leurs programmes économiques, politiques et sociaux ? Les mouvements populistes ont-ils réussi à s'approprier des thématiques, des problématiques sociales et des dossiers qui ont été considérés, pendant de longues années, une chasse gardée de la gauche ? Ont-ils attiré un public et des catégories sociales nombreuses considérées jadis comme un vivier électoral fidèle à leurs adversaires, ce que d'aucuns le considèrent comme un hold-up et une main basse sur ces ressources ?
Axe III : Populismes arabes
Les pays arabes ont connu dès les premières indépendances des discours différents exprimant de façon précoce des tendances de populisme. Les élites gouvernantes montantes ont eu à cœur de revendiquer des origines « populaires » et une fidélité absolue au peuple qui, selon elle, était opprimé par les régimes précédents alliés au colonialisme. Les nouveaux régimes, adossés à des idéologies et des courants de tous bords (nationales, de gauche, nationaliste-arabes, prônant la libération des peuples …) dans des contextes politiques très divergents, ont mystifié la notion du peuple et prétendu détenir le monopole de sa représentation. Dès lors, leur hostilité à l’égard du principe de la représentativité tel que la démocratie libérale l’avait défini, n’était donc plus un hasard. Aussi, ont-ils légitimé l’annulation des élections dont ils n'en voyaient pas le besoin, à partir du moment où ils se considéraient comme étant l'unique représentant de la volonté du peuple.
Ainsi, les populismes arabes avaient-ils eu des orientations autoritaires et despotiques. Ils ont, au nom de la volonté du peuple, accusé les partis politiques de trahison et les ont dissous ainsi que les assemblées législatives. Et si les autres populismes ont prétendu réformer la démocratie et la délivrer de ses propres défauts, les populismes arabes, eux, lui ont été carrément hostiles.
Avec le déferlement des révolutions arabes, une nouvelle vague de populisme a vu le jour. Son discours a su mobiliser de larges couches de partisans et de sympathisants, a influencé le cours des évènements et déteint la culture politique. Il a donné à celle-ci une coloration spéciale alimentant le discours politique de termes nouveaux et le paysage politique de pratiques inédites. Ce discours populiste, dont les détenteurs ont des orientations politiques et idéologiques différentes et mêmes contradictoires, et qui viennent d’origines sociales disparates, tend à condamner la transition démocratique, et juge tout ce qui en résulte comme étant de l’anarchie politique, un recul de la souveraineté et du pouvoir de l’Etat, et un appauvrissement du peuple et un contournement de sa volonté. Aussi, ce discours prétend-il œuvrer pour ré-exprimer totalement la voix authentique du peuple.
Le slogan magique « le peuple veut », levé par certaines foules, était pour quelques-uns, le témoignage prouvant que ces masses qui manifestaien, parlaient au nom de ce même peuple, connaissaient ses intentions et défendaient bel et bien ses intérêts. La rue restant encore un "bazar politique" exposant, réellement ou de façon illusoire, ce que le peuple veut et désire. Ni les innovations démocratiques ni la société civile n’ont réussi à contenir ce déferlement. Ces pratiques : sit-in, manifestations, coordinations, réseaux sociaux, paraissent nous rappellent, malgré la preuve de leur efficacité dans de nombreux cas, qu’elles restent des formes de la démocratie directe, dont rêvent et ambitionnent certains populismes actuels.
Le discours populiste répandu chez un grand nombre des élites politiques, comporte une critique franche et acerbe à l’encontre de la faible performance des institutions souveraines et des élites au pouvoir. En outre, il exprime le faible degré de confiance en les institutions démocratiques[5] , considérant que les élites n’ont pas tenu leurs « promesses révolutionnaires » brandies lors des campagnes électorales. Le discours populiste a pu, dans plusieurs cas, se mettre e tête des mouvements de protestation en confisquant le leadership médiatique, et en réussissant à dresser une partie du large public contre les élites dirigeantes, et en érigeant une opinion publique en sa faveur.
Le discours populiste arabe s’est nourri de la crise des institutions démocratiques élues et de son mauvais fonctionnement, ainsi que de la faiblesse des acquis sociaux et économiques promis par les forces de changement. Aussi, en a-t-il profité de l’échec de la transition démocratique dans plusieurs cas et a durci le ton de ses attaques contre elle. L'on se pose la question à propos des facteurs et contextes, à l’échelle nationale (de chaque pays) et à l’échelle arabe, qui ont permis l’apparition de discours et de son expansion et de ses caractéristiques ? Quel est son contenu – si contenu il y a- ? Quels sont ses capacités de mobilisation ? Quels sont ses réussites potentielles et les indicateurs de son échec ? Est-il effectivement un discours manipulateur ou bien a-t-il une logique qui lui est propre dans sa critique de la situation politique et économique ? Comment a-t-il profité de la croissance des disparités sociales et de l’exacerbation des inégalités ? Enfin si ce discours populiste représente véritablement un catalyseur et un moteur de changement social ?
Axe IV : L’expérience tunisienne
La Tunisie représente un exemple fort significatif quant à l’intelligibilité des mutations du discours politique et de ses changements et notamment avec la montée du déficit de confiance en les élites politiques. En effet, l'on assiste à l’apparition d’expressions politiques et électorales qui ont exploité le désenchantement populaire envers l’activité des partis, pour les discréditer. Elles ont investi dans des formes nouvelles d’expression (coordinations, forums, mouvements…) et développé un discours critique contre le système en place, exploitant ce qu’elles ont jugé comme étant failles et dilemmes de la démocratie tunisienne. Elles ont réussi à avoir des sièges au parlement, "libérant" relativement l’espace politique des "enseignes partisanes classiques ».
Ces forces politiques montantes ont tiré profit de la détérioration de la situation socioéconomique de la classe moyenne pendant la décennie de la transition démocratique. Elles ont employé des formules inédites (dans le contenu, le style et les méthodes publicitaires…) lors des campagnes électorales et politiques. Elles n’ont pas cherché à appuyer leur présence dans l’espace public ou la candidature de leurs représentants aux postes de responsabilité, par les idéaux révolutionnaires ou le passé militant; mais plutôt par des compétences de marketing et des techniques de proximité avec les masses et une efficace occupation du terrain. Le tout, en proposant une nouvelle batterie d’alternatives et de recommandations qu’elles jugent comme étant l'unique sortie de la crise.
En fait, l'un des points forts du mouvement populiste, réside dans le fait qu'il se présenter comme étant le sauveur du peuple et de la patrie, en associant le patriotisme intègre à la défense de l’autorité de l’Etat, le tout pour insister sur la pertinence de ses propositions alternatives. Une pareille approche, a permis à ses détenteurs d’avoir de nouvelles dynamiques de propagande en faveur de ce qu’ils proposent et leur a assuré une présence médiatique frappante qui leur procuré un certain « rayonnement ». Ces facteurs conjugués a octroyé au discours populiste une influence très large au sein de l’électorat et lui a assuré des positions avancées dans les différentes institutions élues, qui leur servent désormais de forteresses officielles importantes.
Cette « humeur populiste » prétend qu’elle ne constitue pas un simple choix nouveau à l’échelle du politique et de l’économique, mais l'unique alternative capable de remodeler le paysage politique national. Bénéficiant de dynamiques claires dont il s’en est inspiré, le populisme en Tunisie est allé glaner ses idées et solutions dans un contexte marqué par la calcification de l'Etat. Les nombreux mouvements protestataires et la diversité de leurs requêtes, ont constitué également un contexte dans lequel le discours populiste s'est ressourcé, à tel point qu’il revendiqua la « propriété » de la représentation légitime et unique d’une région, d’une catégorie ou d’un secteur. Aussi se pose-t-on des questions sur les aspects spécifiques du discours populiste dans l’expérience tunisienne. Quels sont ses termes et quels sont les profils de son public ? Comment ce discours a-t-il investi dans l'humeur exécrable de larges catégories sociales ? Le populisme a-t-il réellement bénéficié de moyens de pression des "mains invisibles" ? A quel point les balbutiements de la transition démocratique ont-ils contribué à l’essor du discours populiste et lui ont créé des "couveuses" ? Comment la démocratie pourra-t-elle résister et guérir de ses maux au moment où elle affronte le populisme ? Enfin, les contextes géopolitiques et régionaux ont-ils revigoré et "alimenté" ce discours ?
Dates importantes
- Date du colloque : 20- 21- 22 mai 2021
-
Date limite d’envoi des résumés des soumissions: 14 février 2021
- Date des résultats de l’évaluation et de l’acceptation : 28 février 2021
- Date limite de réception de la contribution finale (Full Paper) : 18 avril 2021
Les conditions de participation
- Remplir le formulaire d’inscription disponible sur le site http://carep.tn
- Les résumées : Le candidat doit mentionner l’axe choisi ; le texte doit comprendre de 500 et 700 mots, y compris le titre, la problématique, la méthode choisie, les idées principales, les mots clefs (cinq au minimum) et une bibliographie succincte. En respectant intégralement les conditions méthodologiques scientifiques, (les notes de bas de page, la liste des sources et bibliographie… Pour plus d’information, voir http://dohainstitute.orgأوhttp://carep.tn)
- Le papier final (Full Paper) : entre 5000 et 7000 mots
- Le texte final ainsi que le résumé : En langue arabe, en Sakkal Majalla 14 ; pour les autres langues il doit être en Times New Roman 12, et interligne de 1.5
- Langue utilisées au colloque : Arabe, Français, Anglais
- Originalité de la contribution : Le chercheur s'engage à proposer un article original n'ayant jamais participé à aucune manifestation scientifique auparavant.
Adresse de correspondance : les contributions proposées doivent être envoyées à l’adresse email : a.scientifique@carep.tn
- Publication : Les travaux du présent colloque seront ultérieurement publiés en langue arabe. Les participants en seront informés
- Le Centre se charge de traduire les textes en langue étrangère vers la langue arabe
- Le centre couvre les frais de déplacement et de séjour. Aucune rétribution ne sera payée contre une contribution faite au colloque. Le Centre détient les droits de propriété intellectuelle de toute recherche acceptée
- Pour toute question : email : scientifiques@carep.tn - Tel : (00216) 70147384
Comité scientifique
- Mounir Kchaou : Professeur des universités, chercheur en philosophie sociale à Doha Institute for Graduate Studies.
- Mounir Saïdani : Professeur des universités et chercheur en sociologie à l’Institut supérieur des sciences humaines, Tunis.
- Mehdi Mabrouk : Professeur des universités, chercheur en sociologie à la Faculté des sciences humaines et sociales de Tunis. Directeur du CAREP, Tunis.
- Bouhnia Goui : Professeur à l’Université d’Ouargla, Algérie.
- Mohammed Limam : Enseignant/chercheur en sciences politiques à l’Université de Jendouba, Tunisie.
- Mohammed Faouber : Enseignant / Chercheur en sociologie, coordinateur d’une Unité de recherche au laboratoire du développement social à l’Université de Fez.
- Mohammed Rahmouni : Maître de conférences en civilisation arabe à l’Université de Tunis
- Aymen Boughanmi : Maître assistant en civilisation britannique et américaine à l’Université de Kairouan. Tunis.
- Chaker El-Houki : Maître assistant en droit et sciences politiques à la faculté de droit et des sciences politiques Université El – Manar, Tunis.
- Asma Nouira : Enseignant / chercheur en sciences politiques à la faculté de droit et des sciences politiques à Tunis.
- Ahmed Idali : Enseignant / chercheur en sciences politiques à l’Université Ibn Tufayl, Kénitra, Maroc.
- Mehrez Drissi : Chercheur en psychologie de l’éducation, expert en information scolaire et universitaire.
- Adel Ayari : Maître assistant, Enseignant / chercheur en sociologie, à l’Université de Tunis. (Rapporteur du Comité scientifique).
Notes
[1] Ernesto Laclau, La raison populiste, Seuil, Paris, 1978.
[2] Christopher Lasch, La révolte des élites et la trahison de la démocratie, (Traduction de Christian Fournier), Flammarion, Paris, 2010.
[3] Pierre Ronsavallon, Le siècle du populisme : Histoire, théorie, critique, Seuil, Paris, 2020.
[4] Cf ; Pierre-André Taguieff, « Le populisme et la science politique, du mirage conceptuel au vrai problème », Revue d’histoire, n° 56 (1997) ; Pierre-André Taguieff, l’illusion populiste. De l’archaïque au médiatique (Paris : Berg International, 2002).
[5] Azmi Bechara, La réponse à une question : qu’est-ce que le populisme ? (Beyrouth : Carep, 2019).
The Arab Center for Research and Policy Studies in Tunis announces the beginning of receiving research proposals to participate in the international scientific forum entitled “Populism: Theoretical Confusion, Contexts of proliferation and Comparative Experiences” that will be held on 20-21-22 May 2021 in Tunis.
Argument
Although most researchers unanimously agreed on the modernity of populism, this should in no way discourage us from further examining the implications of this phenomenon and its origins in ancient history. The search for the historical roots of populism, that some relate to early times, is only an attempt to establish its origin. However, the subsequent transformations of populism in meaning and practice have made it difficult to discern its limits.
Apparently, this critical approach seems to be inaccessible due to many considerations, including the transformations of populism in terms of concept and practice to the point of almost losing its first forms. According to this approach, it is more likely that real beginnings of populism coincided with the emergence of modern democracy showing signs of deficiency.
For more than a century, populism has widely spread in thought and practice, inspired by the diversity drawn from local cultural and political specificities, and different regional and geopolitical transformations. As a result, new variations emerged leading us to talk about specific forms of populism, such us Latin American populism, European populism, Asian populism, African populism ... etc.
Populism would not have found all this acceptance and popularity and created important incubators had it not been for the increased "demand for it". It may also be attributed to deeper reasons such as the severe structural crises that accompanied (liberal) democracy, a hypothesis that needs more consideration and further study, however.
What encourages the adoption of this approach are the theoretical efforts that seek to elevate populism to the level of an alternative that sees the world and politics in a different way capable of saving people from the defects and dangers of democracy and enabling them to fulfill their will and embody their sovereignty.
Many researchers believe that populism has derived its legitimacy from the failures of the elites, especially in their political performance that has strained democracy for decades. Therefore, political participation has diminished, the popular base of political parties has eroded, and citizens have become reluctant to vote and engage in public affairs especially within climates of discontent against the growing influence of intermediary bodies that have deprived people of their will to the point of alienation.
There is no doubt that these are some of the factors that have contributed to the remarkable rise of populism; however, they just remain hypotheses that are not unanimous among many scientific communities.
Some may think that populism is an issue that does not concern us, and our countries will remain immune to it as it has gone hand in hand with democracies that emerged in Western societies. However, this opinion is wrong for more than one reason, the most important of which are two. The first is that some Arab countries have witnessed forms of populism in their recent political history, especially during the period of national independences which allowed the rise of authoritarian regimes that claimed to be the people's conscience, their authentic voice and the embodiment of their will; arguments that charismatic leaderships played a big role in anchoring them. And the second reason is the influence of the current populists on the course of events and international relations and their impact on many "Arab political movements". Furthermore, the political discourse of those ruling and in opposition has been fueled by the populist vocabulary and its practices.
To analyze and deconstruct these treatises, and to answer a number of unsolved issues, the Arab Center for Research and Policy Studies, Tunis, organizes an international scientific forum entitled "Populism: Theoretical Confusion, Contexts of Proliferation and Comparative Experiences", which will discuss the following themes:
The first axis: Populism: ambiguity of the concept and vagueness of connotation
To begin, we have to admit that we are dealing with a modern concept that has not been discussed in the academic field until recently, and has remained for a long time a debatable issue in media and in heated political debates. Then it gradually crept into the social and human literature until it settled as a "concept" despite the heavy theoretical ambiguity that still surrounds it.
Populism may not be an exception as concepts are most of the time ambiguous no matter what clarity we claim. Nevertheless, the concept of populism maintained its uniqueness and remained tied to a stigma that specialists rarely succeeded in alleviating its impact.
The angles of consideration on populism varied among researchers. Some were interested in its economic and social expressions, whereas others focused on a set of behaviors and attitudes of the populist leader, who is keen to establish intimate and unique relationships with his people discarding most of the familiar intermediary bodies (especially in the case of Latin America) because they create a distance of alienation between the leader and his people.
Some others also pay great attention to the issue of political communication in populism by generally stressing the importance of its style and the widely accepted discourse that attracts the general population to the ruling elites. There is without a doubt an extensive lexicon and many records of different practices that are arranged with great care despite the illusion that they appear to be spontaneous words or actions.
Since the seventies of the last century, attention has been paid [1] to the distorted emergence of populism and the great ambiguity surrounding the concept, especially after its intense presence in contemporary political analyses. And although some theoretical tendencies disdain populism and considers it a "negative characteristic" and condemns its constant endeavor to undermine the government institutions and its continual skepticism about alternatives of political actors; we should be aware that this discourse is considered by populism as emanating from its opponents seen as the cause of all the economic, social and political crises that some countries are going through.
Therefore, some researchers [2] , who strongly criticize the political elites for imposing their views on the public, have warned against populism. Nevertheless, despite the extensive use of the term populism in some analyses and the strong presence of the national political identity - in populist discourse - populism cannot be isolated from the accumulation of crises and the failure of reform proposals.
The concept of populism raises many and multiple questions on the truth of the analytical capabilities it claims. While acknowledging that populism could be one of the possible answers to the functional deficiencies of democracy and its modes of operation, it remains a "force of anger" that gives its discourse a protest style and a "real capacity for action."[3]
Thereby populism appears to be an umbrella term difficult for researchers to limit its connotations and clarify its meanings or link it to a specific political system or to a fixed ideological content. We are really facing great difficulty in drawing the boundaries of this concept, and perhaps this is what deprives[4] populism of the minimum scientific consensus about its significance.
Populism poses a set of theoretical research questions that mostly concern the different epistemological contexts for using this concept. Then, what are these contexts?
Is there an accurate meaning of populism and what are the risks of its uses? Does this concept, assuming agreement about its content, have a clear epistemic content, or is it just ideological? What are the analytical and procedural capabilities of this concept? How can we benefit from it - despite the many theoretical objections to it - in analyzing some of the modern and contemporary political crises that accompany democracy?
Hasn't it become, for some, an important theoretical entry point for understanding the implications of many social movements and their slogans about people's sovereignty, reviving democracy and rooting a participatory approach?
The second axis: Comparative Experiences
Since the outbreak of the first waves of” boastful” American and Russian populism at the end of the nineteenth century, a scientific discussion was launched that has not been yet settled, and is still a controversy over the interpretation of what really happened. Contrary to all expectations, populism did not fade away but re-emerged fiercely in the last three decades. It managed, wherever it appeared, to form an electoral base that brought it to power or participating in it in several countries.
Since the American "People's Party" appeared, mainly calling for expanding public participation in the political process and the opening up of the political elite to rural farmers, to consolidate democracy. And through the Venezuelan experience calling for a fair distribution of wealth and resistance to outside interference and enabling people to govern. We can deduce that populism as a "political current" succeeded in highlighting the functional deficiencies of modern democracy and benefited from the stifling social crisis of the middle class and the decline of the gains of the rural population, workers and small employees, and turned into a strongly present political actor and an electoral number that could not be overlooked.
Syriza’s experience in Greece also provides further arguments on the connection between populism and challenging economic contexts as it has benefited from the suffocating social crisis that the country went through in the past few years to introduce itself as a socio-economic alternative that aspires to overcome this failure.
The situation is not much different in France where the French right wing has settled in the political scene through a populist discourse that vulnerable, rural and middle urban groups, as well as affluent social strata have sympathized with.
American democracy, whose strength Tocqueville praised, was also not spared from populism, which allowed President "Trump" to gain broad support from the American countryside and a large vote of workers and small traders before the balance of power turned in favor of his Democratic opponent in October 2020 elections.
Despite the different ideological orientations of these political experiences, they have several common points in their political demands and economic programs.
So what are the common characteristics of these diverse experiences? Are we dealing with a "syndrome", "ideology", or a "social movement"? Can we go beyond geopolitical contexts in order to get an inventory of the common characteristics of the phenomenon populism in the European, American, Latin, or Arab context?
Can we classify leaders, regardless of their ranks and positions, as populist just because they claimed to be as such? Can the fact of calling opponents or allies as populist be an argument for the accuracy of the classification?
Has not calling others populist become an effective tool in the political conflict and a propaganda for them in light of the rise of populism in recent years and its transformation into a positive characteristic that is highly demanded?
And how can we talk of populism with impartiality? Does populism offer alternative contexts to overcome the crisis of democracy and ruling institutions, and does it give citizens a renewed framework for the behavior of political elites and others?
What are the factors that accompanied the rise of some "populist" political movements to power in European countries and in South and North America? Has these movements abandoned a large part of their economic, political and social programs when they exercised power, and became more realistic?
Have the "populist" movements succeeded in seizing hold of files and issues that for many years have been the monopoly of the opposition and the leftists in particular?
And finally, have they attracted voters and many social groups that used to be a loyal political and voting reservoir to their opponents, so that some accused them of robbing these resources?
The third axis: Arab populism
Since the first waves of independence, some Arab countries have known different discourses that expressed early populism. The rising ruling elites were determined to prove their "popular" origins and their absolute loyalty to the people whom they believed had been persecuted by previous regimes allied with colonialism.
These regimes based on different ideologies and backgrounds (nationalist, leftist, pan-Arab, libertarian ...) and established in very contrasting political contexts, were “mythifying” the term ”People” and claiming the monopoly of their representation. This explains their hostility to the principle of representativity as stipulated by liberal democracy. Thus, they legitimized the cancellation of elections presumed to be useless because they saw themselves as the embodiment of people’ will.
Arab populists had authoritarian and totalitarian tendencies, so in the name of the people and their will, they accused parties of disloyalty and canceled them, and dissolved parliaments, etc. And while other populists claim to reform democracy and rid it of its flaws, most Arab populists were anti democracy.
With the outbreak of the Arab revolutions, a new wave of populism emerged and managed through its discourse to mobilize large groups of supporters and sympathizers, influence the course of events and bring about a new culture of political variations. The political discourse was enriched with new vocabulary and the political scene witnessed atypical practices. This populist discourse, held by people with different and contradictory political and ideological leanings and coming from heterogeneous social origins, tends to condemn the "political chaos, the decline of the state’s sovereignty and authority and the impoverishment and deceit of the people” that resulted from the democratic transition. This is why it claims that it seeks to restore the people's authentic voice.
The magic slogan "The people want" raised by some groups is like a proof, whether a fact or an illusion, that these crowds speak in the name of the people, know their intentions and advocate their interests. It is also a proof that the street is still a political bazaar displaying what these people want.
Neither innovations in democracy nor the vigor of the civil society managed to contain this overwhelming tide. Perhaps some current populists aspire to advance these practices: sit- ins, demonstrations, coordination committees, and social networks, as a new form of direct democracy since they proved their effectiveness in many cases.
This populist discourse, which is widespread among many political elites, demonstrates a frank and scathing criticism of the poor performance of sovereign institutions and ruling elites and the lack of confidence in democratic institutions[5] which do not keep the promises they make during their election campaigns. In many cases, the populist discourse managed to be at the head of protest movements, grab media headlines, form a loyal public opinion and succeed in turning a part of the general public against the elites.
Arab populist discourse has been fueled by the crisis of newly elected democratic institutions and their poor functioning in addition to the social and economic gains promised by the forces of change that turned out to be meager. Arab populism also took advantage of the disruption of the democratic transition in more than one place to intensify its attacks against it.
This invites the following questions: what are the factors and the national and Arab contexts that allowed this discourse to emerge, establish roots, and expand? What are its features? What is its content - if any -? What are its mobilization capabilities? How far was it successful? What are its failure indicators? Is it really a manipulative discourse or does it have a special logic in its criticism of the political and economic situations? How has it benefited from growing social disparities and increasing inequalities? Is it really a motive that drives social change?
The fourth axis: The Tunisian Experience
Tunisia represents a significant case for understanding shifts in the political discourse, especially in view of the growing lack of confidence in the various political elites.
Political and electoral expressions emerged investing in the tendency of the popular mood to "trivialize" and disapprove of partisan activity. Populism represented, with this tendency, an attempt to renew forms of political and mobilization work. It invested in political activities (coordination, forums, movements ...), and developed a critical discourse of the existing "System" exploiting loopholes, shortcomings and dilemmas that plagued the Tunisian representative democracy until it succeeded in obtaining seats in parliament, relatively “freeing” the political sphere from the "traditional party brands."
These rising political forces benefited from the degradation of social and economic conditions of the middle-class and vulnerable groups during the decade of the democratic transition. These growing political entities have adopted unconventional forms (in terms of content - approaches - methods of propaganda ...) for their electoral and political campaigns. They have not linked their presence in the public sphere and candidacy for various positions and bodies with revolutionary ideals or militant history, but rather with their marketing skills and experiences, inducement techniques of the masses and their proximity to them. They have even proposed a new "package" of alternatives and recommendations as the only way out of the crisis.
The "strength" of this current lies in the combination between its "claim" of patriotism, purity, defense of the prestige of the state and the relevance of its alternatives. Thus, it presents itself as the protector of the people and the nation. This approach has enabled populists to develop new propaganda dynamics to their narratives and play an impressive and prominent role in media until they “radiated". It has also opened up opportunities for them to have broad influence on the electoral reservoir and occupy advanced positions in various elected institutions that constituted for them significant official fortresses.
Not only does this "populist mood" claim to be a new option in politics and economics, but it also establishes itself as the only alternative capable of reshaping the national political scene. Populism in Tunisia has benefited from clear dynamics from which it has drawn ideas and solutions for the rigidity of the governance institutions. The numerous protest movements and the youth movements in many regions also represented a social context for populist discourse to the point of “appropriating” the representation of a region, a class or a sector.
We would be interested to know the characteristics of populist discourse in the Tunisian experience, its targeted audience and the kind of vocabulary it uses. How did this populist discourse invest in the grumbling moods of large groups? Did populism really benefit from the centers of influence of invisible hands? To what extent has the stumbling democratic transition contributed to creating incubators for the populist discourse? How can democracy survive and recover from its ills as it confronts populism? Finally, have geopolitical and regional contexts played a role in fueling this discourse and fostering its recent revival?
Important dates
Forum Date: 20-21-22 May 2021
Deadline for abstract submission: 14 February 2021
Evaluation results and approval: 28 February 2021
Deadline for final full paper: 18 April 2021
Terms of participation
- Fill in the registration form attached, also available at http://carep.tn and choose one of the axes.
- Submission of abstracts: The participant mentions the axis in which she / he will participate. The number of words in the abstract ranges from 500 words to 700, including the title of the intervention, the stated problematic, the research methodology and main ideas, as well as five key words and a brief bibliography. Full respect should be allotted to the academic standards of paper and margins writing and the list of references. See http://dohainstitute.org or http://carep.tn
- Submission of Full Paper: from 5000 to 7000 words
- Final text and abstract: Sakkal Majalla (14) is used in the Arabic language. For other languages, the Times New Roman font is used. The line spacing is 1.5
- Languages of the forum: Arabic, French, English
- The authenticity of the research paper: The researcher should not have participated with the same paper at any other scientific event
- Email address: The draft interventions must be sent to: scientifique@carep.tn.
- Publication: The proceedings of this forum will be published in Arabic at a later date and the participants will be informed.
- The center translates texts from foreign languages into Arabic
- The Conference shall cover travel and subsistence expenses, and no remuneration shall be granted for any research presented at the conference. Accepted researches shall be considered intellectual property of the Center
- Inquiries: by e-mail: a.scientifiques@carep.tn, or by phone: (00 216) 70 147 384 / (00 216) 70147385
Scientific Committee
- Mounir kchaou: Professor and Researcher in Social Philosophy, Doha Institute for Graduate Studies.
- Mounir Saidani : Professor and Researcher in sociology at the Higher Institute of Humanities, Tunis.
- Mehdi Mabrouk: Professor and sociology Researcher at the Faculty of Humanities and Social Sciences, Tunis.
- Bouhnia Kaoui: Professor of Law at Kasdi Merbah University of Ouargla, Algeria.
- Mohamed Limam: Research Professor in political sciences, Jandouba University,accredited to supervise research at the Faculty of Law and Political Sciences, Tunis.
- Mohamed Faoubar: Moroccan Researcher, Professor of sociology, coordinator of the Research Unit: Education and Social Policies at the Social Development Laboratory at the University of Fez.
- Mohamed Rahmouni : Lecturer in Arab civilization at University of Tunis.
- Aymen Boughanmi : Assistant Professor in British and American civilization , University of Kairouan.
- Chaker Houki : Assistant Professor in public law and political sciences at the Faculty of Law and Political Sciences, University of Tunis Elmanar.
- Asma Nouira : Research Professor in political sciences at the Faculty of Law and Political Sciences in Tunis, University of Tunis.
- Ahmed Idali : Moroccan Researcher, Professor of political sciences at Ibn Tufayl University, Kenitra, Morocco.
- Mehrez Drissi: Researcher in Educational Psychology and Expert in Academic Counselling
- Adel Ayari: Assistant Professor and Researcher in Sociology of Institutions, University of Tunis. Rapporteur of the Scientific Committee.
Notes
[1] Ernesto Laclau, La Raison populiste (Paris :Seuil, 1978).
[2] Christopher Lasch, La Révolte des élites et la trahison de la démocratie, trad Christian Fournier (Paris : Flammarion, 2010)
[3] Pierre Rosanvallon , Le Siècle du Populisme, : Histoire, théorie, critique( Paris : Seuil, 2020).
[4] Cf ; Pierre -André Taguieff, « le populisme et la science politique, du mirage conceptuel au vrais problème », Revue d’histoire, N°56, (1997) ; Pierre- André Taguieff, l’illusion populiste. De l’archaïque au médiatique (Paris : Berg International, 2002). ;
[5] Azmi Bishara, in response to the question: What is populism (Beirut: Arab Center for Research and Policy Studies, 2019).