يؤيد "بارت" "فيكو" (Jean-Baptiste Vico) في ما ذهب إليه بأن اليونانيين كانوا وراء مغادرة عهد الإنسانية الشعري ووضعوا في المقابل أسس ما أسماها "رولان بارت" "إمبراطورية البلاغة". منذ ذلك المنعطف لم يعد الشعر يضطلع بدور "العلم الكلّي" بل أصبح من علامات الابداع، الأمر الذي ترتب عنه تباين اللّذة مع المتعة وما تُحيل إليه من نشوة وطرب، علامة على الانسحاب من التاريخ، وتقصيرها عن الظفر بمتعة الإنشاء والبناء. فهل حقا ينبغي التسليم بأنه لا متعة إلا وهي منخرطة في سياق دلالي مشدود نحو الفكر ورهاناته؟ ألا يُسبغ الابداع على اللّذة معنى أعمق وينفذ إليها من مسارب أخرى، فهو يتجاوز اعتبارها مجرد شهوة أو ليبيدو، لتنبري عقليّة ممزوجة بطعم الحسّي ومُفعمة بالحميميّ المُذوّت. فاللّذة المحايثة للممارسة الإبداعية تفترض انخراطا في متعة مفتوحة على المنفعة وروافدها (الواقعي واليومي)، وهي مُترعة بالخيالي وبخرق المحظور والعرضي والوافد.

أرضية الندوة

يؤيد "بارت" "فيكو" (Jean-Baptiste Vico) في ما ذهب إليه بأن اليونانيين كانوا وراء مغادرة عهد الإنسانية الشعري ووضعوا في المقابل أسس ما أسماها "رولان بارت" "إمبراطورية البلاغة". منذ ذلك المنعطف لم يعد الشعر يضطلع بدور "العلم الكلّي" بل أصبح من علامات الابداع، الأمر الذي ترتب عنه تباين اللّذة مع المتعة وما تُحيل إليه من نشوة وطرب، علامة على الانسحاب من التاريخ، وتقصيرها عن الظفر بمتعة الإنشاء والبناء. فهل حقا ينبغي التسليم بأنه لا متعة إلا وهي منخرطة في سياق دلالي مشدود نحو الفكر ورهاناته؟ ألا يُسبغ الابداع على اللّذة معنى أعمق وينفذ إليها من مسارب أخرى، فهو يتجاوز اعتبارها مجرد شهوة أو ليبيدو، لتنبري عقليّة ممزوجة بطعم الحسّي ومُفعمة بالحميميّ المُذوّت. فاللّذة المحايثة للممارسة الإبداعية تفترض انخراطا في متعة مفتوحة على المنفعة وروافدها (الواقعي واليومي)، وهي مُترعة بالخيالي وبخرق المحظور والعرضي والوافد.

إن العمل الإبداعي، بشكل عام، يمرّ عبر مسار إنشائي محفوف بلذة الإنجاز ومباشرة الفعل ومتهيّئ لاستيعاب الخطأ وتوظيفه، لينتهي هذا المسار عند لحظة التّلقي بما يطرحه من مُتعيّة تدفع نحو التأسيس لطبقات من المعاني وامتدادات من التأويلات المختلفة الاتجاهات، دون أن نغفل عن البعد النفعي المرافق لاستهلاك المنتج الإبداعي، الذي يكرّس مسألة الرّفاه المرتبطة بالتفاصيل اليومية لحياة الفرد. ومثلما يشحذ الابداع لذّة روحيّة تُكرّس مشروعيّة وجوده الثقافي، يعزّز كفاءة الأغراض في تلبية حاجات المجتمعات وضمان حداثتها بالدفع نحو مزيد تطوير الخدمات التي تعدّ من مهام المبدع المصمّم. إن الفنان في جميع المجالات، بالكلمة والصورة والجسد واللون...، هو يخوض مغامرة بحث عن لذّة تُحلّق في مناطق الكبت والممنوع وتناور السّلطة وتقاوم سطوتها وزجرها كي تفسح المجال للاّمحتمل والجنوني والخيالي... فالعمل الفني يأخذ العقل نحو متعة رمزية تُخاتل الدّوال وتعرّي المسكوت عنه وتخِلخل الثوابت وترجرج الاعتقاد. إنها لذة تخترق المحرّمات وتكابد من أجل حقيقة بديلة تمعن في استجلاء طاقة الذات.

بهذا تضع الندوة العلمية العملية الإبداعية في سياق مشروع إنساني ينجح في أن يكون ثريّا ومركّبا تؤسسه الذات المبدعة وتستهدف به الآخر في كينونته قصد طرح قضاياها وسبل التّلذّذ شكلا ومعنى، سواء لدى المبدع، مباشرا لمجاله، أو لدى المتلقي قابلا ومتفاعلا، خاصة لدى أولئك اللذين ترتبط لديهم اللّذة بالمنفعة والتّسويق لها على أساس أنها ضرب من ضروب المتعة أو السعادة. يبدو أن مبحث الإبداع والإبداعيّة في مدارات اللّذة المتشعّبة يطرح مسائل جمالية وإدراكية تتراوح بين الذهني والحسيّ والوجدانيّ ويستهدف بالسؤال روافد معرفية تستجلي المعاني العميقة للإبداع وأبعاده الوجوديّة عبر السؤال عن اللذة وتعالقها مع المسار الإبداعيّ.

محاور الندوة

• الإنشائية مسلكا مخصوصا للّذة.
• التفكيك السيميائي ولذة التأويل.
• الإيروسي في العملية الإبداعية.
• الفنون المعاصرة إزاء مسألة اللّذة.
• جمالية اللّذة في الأنساق المعرفية والفلسفية.
• التكنولوجيات الحديثة واتساع آفاق اللّذة.
• لذّة تدخل الفنون التصميمية في تحقيق رهانات الرفاه.
• إبداعيّة الفنون في التسويق للّذة.

شروط المشاركة في الندوة

• تكون المشاركة في الندوة العلمية حضورية (على أمل انفراج الوضع الصحي في تونس وخارجها) وذلك بفضاء المعهد العالي للفنون والحرف بصفاقس.
• يكون البحث جديدا لم يُعرض من قبل في ملتقى علمي ولم ينشر سابقا.
• أن يكون محتوى البحث مرتبطا بإشكالية الندوة ومحاورها.
• أن تكون اللغة عربية أو فرنسية أو إنجليزية.
• يُرسل الباحث ملخصا يتراوح بين 300 و500 كلمة (مقياس 14) يتضمن عنوان مداخلته بوضوح والكلمات المفاتيح والإشكالية التي سيتطرق إليها.
• تُعرض الملخصات على التحكيم العلمي وفي حال قبول مشروع البحث يقوم المشارك بإتمام كامل الورقة البحثية (بين 4000 و6000 كلمة على ألاّ تتجاوز 20 صفحة) وبعد مراجعتها شكلا ومضمونا وحصولها على تأشيرة اللجنة العلمية ستُنشر كامل النصوص في كتاب مُحكّم خاص بالنّدوة يُسلّم للمشارك يوم انطلاق الفعاليات.
• بعد قبول الورقة البحثية، نرسل للمشارك لاحقا الشروط الشكلية لكيفية صياغة النص وضوابط إحالته لمرحلة الطباعة.
• يرسل المشارك مع الملخص استمارة تحمل: الاسم الكامل للمشارك – رتبته العلمية ومركز عمله – اسم دولته.

رسوم الفعالية

معلوم المشاركة لكل فرد من خارج تونس 350 يورو (أو ما يعادله بالدولار) يشمل الإقامة في نزل 4 ليال والإعاشة وحقيبة الندوة وكتابها (وفق الترقيم الدولي ISBN) مع المشاركة في برنامج ثقافي ترفيهي تضبط تفاصيله في الإبان.

يسلم المشارك مبلغ الترسيم في الندوة لهيأة التنظيم إبان وصوله لمقر الإقامة.

مواعيد هامة

• الموعد الأقصى لقبول الملخصات والاستمارة الخاصة بالمشارك:

  10 جويلية 2021

• موعد إنهاء إرسال نتائج تحكيم الملخصات 10أوت 2021
• الموعد الأقصى لقبول الورقة البحثية كاملة 30 نوفمبر 2021
• موعد إنهاء نتائج مراجعة الورقة العلمية 30 جانفي 2022
• استقبال المشاركين الأجانب 7 مارس 2022 وانطلاق الفعاليات 8 مارس 2022

(يبقى موعد الندوة قابلا للتغيير وفق تحسن الوضع الصحي)

ترسل كل النصوص والاستفسارات على العنوان الالكتروني التالي: plaisircreatif22@gmail.com   

اللجنة العلمية

• أ. حاتم عبيد (جامعة صفاقس - تونس)
• أ. محمد بن حمودة (جامعة صفاقس - تونس)
• أ. فاتح بن عامر (جامعة صفاقس - تونس)
• أ. الناصر اسطمبول (جامعة وهران - الجزائر)
• أ. الأسعد الجموسي (جامعة - قرطاج )
• أ. ساهر حمد  مسلم قرالة (جامعة الزرقاء - الأردن)
• أ. فاتن شوبة الصخيري (جامعة سوسة - تونس)
• أ. محمد الخراط  (جامعة صفاقس - تونس)
• أ. منيرة بن مصطفى (جامعة تونس- تونس)

التنسيق العام

• أ.م. فاطمة دمق (جامعة صفاقس - تونس)
• أ.م. نزار الطريشيلي (جامعة صفاقس - تونس)